جميل جدا أن نرى الإعلامي حفيظ دراجي وقد عاد قليلاً إلى جادة الصواب، وكتب تدوينة تجمع ولا تفرق، وأن يكون حديثه عن الورود بدل إذكاء نار العداوة والبغضاء.
دراجي نشرا صورا لمنتخب الفتيان بعد وصوله إلى الجزائر، مع إرفاقها بتدوينة جاء فيها " الوفد المغربي المشارك في كأس أفريقيا للناشئين يستقبل بالورود في مطار محمد بوضياف بقسنطينة قادم إليها من الرباط على متن طائرة رومانية خاصة .حللتم أهلا ونزلتم سهلا".
هذا الكلام العاقل الحصيف لا يمكن إلا أن يكون مرحَّبا به من طرف المغاربة، الذين ظلوا يمدون يد المودة ويشجعون عليها.
دراجي قبل هذا نشر تدوينة أخرى جاء فيها " طائرة الخطوط الجوية الرومانية Star East التي تقل المنتخب المغربي أقل من 17 سنة تقلع من مطار الرباط باتجاه مدينة العلم والعلماء قسنطينة الجزائرية للمشاركة في كأس أفريقيا للأمم للناشئين. كان يمكن فعل نفس الشيء مع منتخب المحليين سابقا وتجنب كل توتر و احتقان، خاصة وأن الجزائر أكبر من أن تمنع منتخبا مغربيا من دخول أراضيها، بل تصر على حظر الطيران المغربي من التحليق فوق الأجواء الجزائرية لأسباب سياسية وأمنية (وهو قرار سيادي لم يطرأ عليه تغير)".
وهذه التدوينة خصوصا تطرح أكثر من تساؤل محيّر: هل ترفض السلطات الجزائرية الرحلات المباشرة؟ أم ترفض أن تكون الطائرة مغربية؟ ما الفرق بينهما إن كان القرار فعلا "سياسيا وأمنيا"؟
الحديث هنا عن طائرة مدنية وليس طائرة عسكرية، حتى يكون القرار سياسيا أو أمنيا. وإلا، والحالة هاته، فإن استمرار الرحلات الجوية المباشرة بين المغرب والجزائر ممكنة، شرط أن تكون الشركات أجنبية؟ ما المزعج في أن تكون الشركة مغربية إذن؟
الارتباك والفوضى واضحة جدا في القرارات الجزائرية. ومن المؤكد أن المسألة تحمل الكثير من العناد والتهور دون وجود أسباب حقيقة أيا كان نوعها.
أما من ناحية السماح بالرحلة، فالجميع يعلم أن الاتحاد الإفريقي كان له يد طولى في اتخاذ هذا القرار، وليس الجزائر بالدرجة الأولى.
وأيا كان الحال، فإن المغرب لم يكن يوماً هو العقبة في مثل هذه المشاكل، بل ظل دائما يميل إلى الحلول السهلة الميسّرة، لكن العسكر لهم قرار آخر.
وإن كان دراجي قد تحدث عن استقبال المنتخب المغربي بالورود، وهو أمر جميل، فله أن يسأل – رغم أنه يعلم مسبقا – كيف يتم استقبال الفرق الجزائرية في المغرب، دون أي ضجيج يذكر.