رياض مزور.. الوزير المتفائل الذي يراهن على كسب "أم المعارك"

 رياض مزور.. الوزير المتفائل الذي يراهن على كسب "أم المعارك"
آخر ساعة
الأثنين 13 يونيو 2022 - 18:09

هي أسماء معدودة على رؤوس الأصابع، تلك التي مرت في دهاليز الوزارات بالمغرب وتركت انطباعا جيدا، ولم تنل قسطاً وافراً من النقد والهجوم.

هي أسماء اشتغلت عموما بصمت وبجدية، ولم تكثر من الكلام الفارغ، وتركت لأنشطتها، التي تكاد تكون يومية، الحديث بدل عنها.

رياض مزور، وزير الصناعة والتجارة بحكومة أخنوش، من هذه الطينة. متفائل بوجهٍ تعلوه ابتسامة دائمة، ولا يكاد يتوقف عن الأنشطة التي في أغلبها تكون مُنتجة وليست "تسويقية" فقط.

يعتبر مزور نفسه وزيراً "صنع في المغرب"، وذلك لأنه يحب وطنه بشكل كبير، ولا يرى أن هناك مكاناً أفضل للعيش من تراب هذه اليابسة المحاط ببحرٍ أبيض متوسط ومحيط أطلسي.

فبعد سنوات من دراسته بسويسرا، قرر مزور العودة إلى المغرب، متجاهلاً الخمس سنوات التي كانت لا تزال في بطاقة إقامته، رافضاً حملها معه، حيث يروي أنه أجاب الموظفة المسؤولة عن سؤالها بخصوص عدم احتفاظه بالبطاقة "أنا ذاهب إلى بيتي.. هل هناك أحد يدخل بيته ثمّ يفكر بمغادرته؟".

ولد رياض مزور بمدينة الرباط سنة 1971، متزوج ولديه ولدان، وهو سياسي ورجل أعمال أيضا، قطع مساراً علميا وعمليا طويلا وشاقا بدأه بالتخرج من مدرسة البوليتكنيك الفدرالية لزوريخ سنة 1996، ثم اشتغل بسويسرا كمهندس في البحث والتطوير بمجموعة ABB قبل أن يلتحق بمكتب   Deloitteكمستشار استراتيجي.

حين عودته إلى المغرب سنة 2003، تولّى "الوزير المتفائل" مهمة  المدير العام لشركةBudget Maroc ، ثم مهمة مدير شركة مسابك زليجة للرصاص والمدير العام لشركة سوزوكي المغرب.

ومنذ سنة 2013، شغل رياض مزّور منصب مدير ديوان رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، قبل أن يلتحق سنة 2019، بوزارة الصناعة والتجارة والاقتصاد الأخضر والرقمي كمدير لديوان الوزير مولاي حفيظ العلمي.

كما تولى رياض مزّور منصب نائب رئيس لجنة الاقتصاد الأخضر للاتحاد العام لمقاولات المغرب  (CGEM) بين سنتي 2012 و2015، كما أنه عضو بمكتب عدة مؤسسات غير هادفة للربح مثل رابطة الاقتصاديين الاستقلاليين.

هذا المسار العملي جعل مزّور يأخذ على عاتقه معركةً اقتصادية واجتماعية تشغل كل المغاربة وهي معركة التشغيل، والتي يصرّ على تسميتها بــ"أمّ المعارك".

فمزّور فخور بكل الشركات والمستثمرين الذين حطوا الرحال بالمغرب، ويضع عينه دائما على أرقام التشغيل التي يعتدّ بأن منحناها يرتفع ولا ينخفض.

لا يكترث مزور كثيرا بفكرة أن تلك الشركات "تربح الملايير هنا"، لكن الأهم لديه أن يجد الشباب المغربي عملا وأن تصبح البطالة مجرّد ذكرى.

عموما، يبقى رياض مزور حالة فريدة فعلا في حكومة أخنوش، ولعلّ عمله وتفاؤله يؤتي المزيد من ثماره في قادم الأيام.