قال كريم الشيخ، رئيس تجمع الصناعات المغربية للطيران والفضاء، إن للمغرب طموحات كبرى في مجال صناعة الطيران، وأنه الآن الدولة الأولى على مستوى إفريقيا، والخامسة عالميا، "لكنه يطمح إلى مزيد من التطور".
وكشف الشيخ، في حوار أجراه معه موقع "أطاليار" الإسباني، أن المغرب يحاول مسايرة كل التطورات في هذا القطاع، وأن هناك الآن حديثاً عن طائرات خضراء منزوعة الكربون بحلول سنة 2050، ما سيخلق تقدما تقنيا كبيرا، من خلال استعمال الهيدروجين والكهرباء، "وهذا سيتطلب من المغرب الاستعداد من خلال تنبؤات تقنية على مستوى أغلب أجزاء الطائرات التي ستعرف تغيرا في هذا الباب".
واعتبر الشيخ أن الصناعة في المغرب هي قضية مهمة لتنمية الاقتصاد وخلق فرص العمل، وفيما يتعلق بقطاع الطيران الذي يترأسه، كشف المتحدث أن هناك الآن أكثر من 140 شركة عاملة في القطاع الذي شهد تطورًا ملحوظًا خلال 20 عامًا، حين كان عدد هذه الشركان هو 4 أو 5 شركات فقط.
وأبرز رئيس تجمع الصناعات المغربية للطيران والفضاء أن القطاع نجح في خلق 20 ألف منصب شغل مباشر، في قطاعات الهندسة والصيانة والتجميع، ورغم التباطؤ الذي فرضته الجائحة، إلا أن أرقام سنة 2022 تجاوزت أرقام 2019، بعد أن وصلت قيمة الصادرات إلى 2000 مليون أورو، والتي توجهت نحو العملاء في أوروبا وأمريكا.
ولفت الشيخ الانتباه أيضا إلى أن هناك في هذا الصدد طموحات كبرى فيما يتعلق بأبحاث الصناعة 4.0 والتكنتولوجيا والبحث والابتكار أيضا، موردا أن قطاع صناعة الطيران يمتلك الآن معهدا خاصا به، تم إنشاؤه في عام 2011 ، "لذلك فهو يستجيب لاحتياجات صناعتنا، حيث نقوم بتدريب الشباب والفنيين".
وأضاف المتحدث في معرض أجوبته على أسئلة الوسيلة الإعلامية الإسبانية أن المغرب تمكن من حل مشكلة رأس المال البشري تقريبًا من خلال تدريب كبار الفنيين والمهندسين، موردا بالقول "لدينا اتفاقيات مع الجامعات والمدارس الهندسية، كما وقعنا اتفاقية مع وزارة الصناعة والاتحاد العام لمقاولات المغرب ووزارة التعليم العالي ، لتدريب 100,000 مهندس وفني متفوق، بناءً على احتياجات الشركات المصنعة لدينا".
يذكر أن الحوار جرى على هامش أشغال الدورة الأولى لليوم الوطني للصناعة، الذي نظم تحت رعاية الملك محمد السادس، بمبادرة من وزارة الصناعة والتجارة، والاتحاد العام لمقاولات المغرب.
وعرف الحدث مشاركة الوزارات والمؤسسات المعنية وكذا الفيدراليات المهنية والفاعلين الخواص، باعتباره منصة لتبادل الرأي حول الرهانات الاستراتيجية لتنمية القطاع، والأولويات الاستراتيجية الصناعية الجديدة.
ومن المرتقب أن يكون اليوم الوطني للصناعة، الذي سينظم خلال الدورات المقبلة على مستوى الجهات قصد تثمين الإمكانات الصناعية المحلية ومعالجة التحديات الخاصة المرتبطة بها، واحدا من الأحداث الاقتصادية العالمية باعتباره موعدا سنويا مرجعيا للصناعة بالمغرب.