قال عبد الله ساعف، أستاذ العلوم السياسية ومدير مركز الدراسات والأبحاث في العلوم الاجتماعية، إن المغرب، "لا يعيش أزمة اقتصادية، أو ندرة للموارد، بل على العكس، هناك لحظة وفرة، مع تنامي المداخيل من تحويلات المهاجرين، وتزايد الإنتاج الفلاحي، والفوسفاط، والمنتوجات الصناعية، بالإضافة إلى التسهيلات الممنوحة من طرف المؤسسات المالية الدولية".
وأضاف ساعف، ، خلال ندوة علمية نظمتها مؤسسة الفقيه التطواني، يوم الثلاثاء 11 أبريل، أن ما سلف ذكره "يظهر أن هناك أريحية، رغم كل الصعوبات، التي تفرض على الجهاز التنفيذي التخطيط لنوع من التسويات، وهذه هي المفارقة الغريبة".
ولم ينكر المتحدث وجود توتر اجتماعي، بسبب غلاء المعيشة والتضخم، "الذي لا نعرف بعد، إن كان محليا أو مستوردا، إلا أنه لم يصل إلى لحظات التعبئة المجتمعية، التي عرفها تاريخ المغرب".
وأبرز ساعف في الندوة التي حملت عنوان "قراءة أكاديمية في المشهد السياسي"، أن مرحلة الجائحة "قوت الدولة، وكثفت إمكانية الفعل التي بين يديها، ورسخت مشروعيتها، وجعلت الهالة التي تحيط بها أكبر، وأحيت سلطتها من جديد، وهو ما خلق علاقة جديدة بينها وبين المجتمع"، معتبرا أنه، مقابل قوة الدولة في هذه المرحلة، "ضعف موقع وأداء وأهمية مختلف الفاعلين السياسيين، أغلبية ومعارضة ونقابات ومجتمعا مدنيا؛ ما جعل المشهد السياسي مشتتا ومقسما، لا تظهر حدود بين أطرافه؛ إذ لم يعد واضحا ما يميز كل قطب عن الآخر".
ولفت ساعف، الذي سبق له أن شغل منصب وزير التعليم في عهد حكومة التناوب، إلى أن أهمية الأدبيات الحزبية، التي كان لها طابع مقدس، من قبيل الوثيقة الأيديولوجية، والبرنامج الانتخابي، "تراجعت، بعد أن صارت مشاريع الدولة تتجاوز بكثير مشاريع الأحزاب، وتظهرها كتصورات صغيرة وتفصيلية لا ترقى إلى مستوى يليق بفاعلين سياسيين".