في المغرب، لا مدينة تضاهي طنجة في ثقافة المقاهي

 في المغرب، لا مدينة تضاهي طنجة في ثقافة المقاهي
آخر ساعة
الأحد 9 أبريل 2023 - 0:02

تعتبر مدينة طنجة المدينة الأكثر تشبعا بثقافة المقاهي، سواء على مستوى الكم أو الكيف، فهناك طقوس عديدة تنضبط لها هذه المقاهي مراعاة لزبائنها، الذين يكونون متطلبين في الأغلب الأعم.

وحسب نوعية المقاهي يكون "السرفيس" والمشروبات والمأكولات، بل وحتى الندّل.

ملاحظة لم تكون لتفوت سياح طنجة، خصوصا منهم الصحافيون والكتاب الذين يبحثون عن كل ما يميز المدن المغربية.

في هذا المقال بجريدة "واشنطن بوست"، تحت عنوان "في المغرب، لا مدينة تضاهي طنجة في ثقافة المقاهي"، يتناول الصحافي غراهام كورنويل هذا الموضوع.

وهذا نص المقال:

أن تكون في طنجة يعني أن تكون لديك فرصة للحصول على مادة كافيين جيّدة. هناك العديد من الأماكن للجلوس والقراءة والدردشة.

تلعب المقاهي دورًا كبيرًا في المجتمع المغربي الحديث. يمكن أن يحتوي حي واحد في المدينة على أربعة أو خمسة؛ حتى البلدات الصغيرة لها نصيبها منها.

ليس من غير المألوف رؤية شخص ما يجلس مع صديق، ويبقى لمدة ساعة أو أكثر، دون أن يطلب شيئًا على الإطلاق.

في المغرب، لا توجد مدينة أخرى يمكنها أن تضاهي ثقافة المقاهي، ذات الأصل التاريخي، في طنجة.

في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، أعطى الكتاب والفنانون المغتربون مثل بول بولز وويليام بوروز مقاهي المدينة شهرة عالمية، لكن العديد من الأماكن التي ارتادوها كانت موجودة بالفعل منذ عقود عندما وصلوا، وكان مشاهير مغاربة مثل محمد مرابط ومحمد شكري منتظمين في زياراتهم لأغلبها.

إلى جانب هذه المقاهي، أطلق عدد من الطنجاويين المبدعين مساحات جديدة نابضة بالحياة وأكثر شمولاً للجلوس واحتساء المشروبات.

يرتاد الرجال المقاهي في الغالب، على الرغم من أن وصول المغرب إلى نصف نهائي كأس العالم كان قد جلب النساء بأعداد غير مسبوقة.

كان لمجتمع المغتربين الفني دور مهم في تاريخ المدينة وساعد في خلق سحر العديد من المقاهي.

المشهد في مقهى الحافة مثلا يبدو رائعا، حيث يمكنك احتساء الشاي وتناول "البيصار"، من أعلى التل المطل على المحيط الأطلسي الأزرق، حيث تبدو إسبانيا واضحة من هنا.

وصف الكاتب الإسباني خوان غويتيسولو طنجة بأنها "مدينة مفتوحة على مصراعيها بكل ما تحمله الكلمة من معنى". وهو ما ساعد في تشكيل عادات الشرب في المدينة اليوم. تُظهر ثقافة القهوة الخاصة بها صلاتها الوثيقة بأوروبا.

الثابت هو شرب قهوة "إسبريسو" في فنجان صغير. إذا أردت شرب شيء شبيه بمشروب "أمريكانو" عليك طلب قهوة "آلونجي"، ولشرب قهوة بالحليب عليك أن تطلب "نصّ نص" !

الشاي المغربي المنعنع، أو أتاي، موجود في كل المغرب، لكن طنجة، كما هو الحال مع العديد من الأشياء، تضفي عليه لمسة فريدة.

عندما استعمرت إسبانيا شمال المغرب من عام 1912 إلى عام 1956، وخلال الحرب العالمية الثانية، كافحوا للحفاظ على إمدادات المواد الغذائية الأساسية.

 كان الشاي أحد هذه العناصر الأساسية ، لذلك تعودت المقاهي المحلية على تقديم أكواب محشوة بالنعناع في كؤوس زجاجية طويلة. إنه رمز جوهري للمدينة.

وهناك عدة مقاهي شهيرة تكاد تعتبر من رموز المدينة  على غرار مقهى باريس، طنجيس، مقهى الريف، الحافة، بابا، وكلارديج.. وغيرها كثير.