وهبي وبنكيران.. لا تمسك برأسي!

 وهبي وبنكيران.. لا تمسك برأسي!
آخر ساعة
الأحد 2 أبريل 2023 - 0:24

ابتدأت الحكاية بالضحك والتفكّه، في زمكان لا يسمح بذلك، وانتهت بالتجهّم وبالتلويح بالأيادي دلالة على أنه "لكم دينكم وليَ دين".

انصرف كل واحد إلى حال سبيله، لكن المشهد ظلّ يقول الكثير ويخفي أكثر.

في ضريح محمد الخامس، وفي موقف حزن وتذكّر واتعاظ، يأبى السياسيون إلا أن يصرّفوا مواقفهم بكل الطرق، فيلتقي وزير العدل عبد اللطيف وهبي بعبد الإله بنكيران، أمين عام حزب المصباح، بإيعاز من البرلماني عبد الله بوانو.

تتعالى الضحكات وبوانو ينادي على بنكيران كي يقترب ويدليَ بدلوه في قضية العلاقات الرضائية مع إشارة من طرفٍ خفيّ بألا يتجاوب مع  الموضوع !

ووسط هرج ومرج وضحكات متواصلة كأن الأمر يتعلق فعلاً بحفلةٍ لأطفالِ يضحكون لكبيرهم الذي لا يتوقف عن إلقاء النكات، يتواجه الرجلان فيقصف بنكيران جهراً، ويردّ وهبي سرّاً وهو يمسك برأس بنكيران ويجرّه إليه.

وباستعمال بعض الخيال، يمكن سماع وهبي وهو يسخر من رفض بنكيران للعلاقات الرضائية، ويذكره في الغالب بحالات وقعت داخل حزبه أو تياره الحركي واعتبرها حينها "حرية شخصية".

الكلام لم يعجب بنكيران في الغالب لأن سحنته انقلبت إلى التجهم والجدية، قبل أن يضرب مثالاً بحالة الخيانة الزوجية، حيث أدرك وهبي أن النقاش لم يعد فكاهيا وعابراً لتسويق الواقف، بل إنه يقترب من المواجهة.

قال بنكيران ما قاله ومضى، وأكد أيضا أنه لا زال هو هو نفس الرجل الذي عندما يشاهد الميكروفونات يحاول أن يترك أثراً، ولو كان على شكل مقطع كوميدي، أو على شكل "كلاش".

غابت اللياقة عن وهبي وهو يسحب رأس بنكيران ويسرّ في أذنه، وغابت عن بنكيران وهو يحاول أن يصنع "البوز".

وبينهما غابت حقيقة الموقف الذي يتواجدان فيه والذي يقتضي الترحم على ملكٍ كافح كي يتركَ مغرباً أفضل.