فترة الامتحانات بالمغرب.. هذه أفضل طريقة للغش!

 فترة الامتحانات بالمغرب.. هذه أفضل طريقة للغش!
آخر ساعة
السبت 11 يونيو 2022 - 21:23

أفضل طريقة للغش في الامتحانات، هي ألا تغشّ !

ليست هذه فلسفة فارغة بل حقيقة مؤكدة. فالغش مهما تعددت وسائله وطرقه لن ينفع في كل المواد، وإن نفع في كل المواد لن ينفع كل سنة. وإن نفع كل سنة لن ينفع في الحياة العملية.

وأخيرا، إن نفع في الحياة العملية فهو يحوّل حياة الإنسان إلى جحيم، وما يلبث أن يقع يوما في شرّ أعماله.

إذن، فخوض الامتحانات، أيا كنت النتيجة، لا يكون إلا بالاستعداد لها بما استطاع المرء، مع الابتعاد عن فكرة أن النجاح أو الرسوب فيها هو نهاية العالم.

لكن للأسف، ونحن على أبواب الامتحانات الإشهادية في مختلف المستويات، فإن الأسر المغربية لا تراعي هذا المعطى وتمارس ضغطا رهيبا على أبنائها مما يجعلهم مستعدين ليس فقط للغش، بل للابتكار فيه والاستعداد لفعل أي شيء من أجل سمع كلمة "ناجح".

لهذا، فإن الابتكار في الغش للأسف متواصل، ويتطور كل عام، خصوصا مع ثورة التكنولوجيا.

وقد تم مؤخرا ضبط كميات كبيرة من الأجهزة المتطورة الخاصة بالغش بمدينة الرشيدية، بل والأدهى أنه كان يتم الترويج لها عبر إعلانات في مواقع التواصل الاجتماعي.

إذن فالغش لم يعد أصلا شيئا معيباً في وعي الناشئة المغربية، بل هو دهاء ومكر و"قفوزية".

وبالتفكير في الأمر قليلا، والكلام دائما موجه للأسر، يمكن بسهولة إقناع الأبناء بأن المجهود الذي سيبذل في المراجعة هو في الحقيقة أقل من المجهود الذي سيبذل في الغش، مع الفرق الكبير بين تبعات هذا وذاك.

كما لابد من التركيز كثيرا على مسألة الفهم واستيعاب الدرس وليس حفظه ثم استرجاعه. هذه الآلية تحوّل الدراسة إلى كابوس بدل وسيلة معرفة.

إن مقاربة "تشديد الحراسة" ليس هي الأفضل في هذه الحالات، بل التنشئة والتوعية هي التي تصنع الفارق، ثم لا بأس بعدها بمرحلة الردع.

ثم، دعنا نتجه مباشرة نحو السؤال الحقيقي: ما هو هذا العمل المهم جدا الذي سيمنع تلميذا أو طالبا من المراجعة طيلة 10 أو 15 يوما؟  أليس من المفترض أن تكون أولوية الأوليات بالنسبة لأي طالب دراستُه؟

بين الترغيب والترهيب، التوعية والتشديد، هناك شعرة رفيعة على الأسر أن يَعوها، وأن ينقلوا هذا الوعيَ إلى الطلبة ما استطاعو إلى ذلك سبيلا.