"هلوسات" الرئيس الجزائري على قناة الجزيرة !

 "هلوسات"  الرئيس الجزائري على قناة الجزيرة !
آخر ساعة
الأربعاء 22 مارس 2023 - 13:56

عاد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون لتصريحاته المتناقضة التي تنسب إلى المغرب، بشكل ضمني، سبب قطع العلاقات، ثم تعود لتؤكد أن الجزائر ترى أن العلاقة وصلت نقطة "اللاعودة".

ما قاله تبون كالعادة هو مجرد كلام متشنج، ظاهره الأسف وباطنه العداوة التي يصر على زيادة جرعتها في كل تصريح.

فكيف يعقل أن يكون رئيس دولة "آسفا" لمستوى العلاقات، وهو الذي يصر على عدم استئنافها في كل مرة، رغم أن يد المغرب كانت ممدودة لذلك ولا زالت !

بل إنه يبدي أسفه هذا وفي نفس الوقت يؤكد أن العلاقات وصلت إلى نقطة "اللاعودة"، فكيف يتفق الأسف مع عدم الرغبة في العودة؟ سؤال كان ينبغي أن يوجه إلى تبون خلال هذا الحوار الذي أجرته معه قناة الجزيرة.

بل إن تبون يصر على أن موقف الجزائر هو "رد فعل".. رد فعل على ماذا؟ على خطاب الملك محمد السادس الذي دعا فيه إلى عودة العلاقات إلى طبيعتها بين الجارتين؟ سيكون هذا إذن أغرب رد فعل في التاريخ، حيث يعتبر طرفٌ أن الدعوة إلى الصلح هي أزمة ومشكلة في حد ذاتها !

ويعود تبون ليناقض نفسه بنفسه، وهي عادة دائمة على أية حال، حين يقول – بثقة غريبة – أن الجزائر من الدول القلائل التي يمكن أن تتوسط في الأزمة الأوكرانية !!

تبون الذي يرفض أية وساطة مع المغرب، مستعد للوساطة في أزمة أعقد وأعمق من علاقة بلاده مع جاره الغربي؟ أي تناقض وأي غرابة وأي منطق هذا؟

هذا طبعا، دون حاجة إلى الحديث عن هذا الاعتقاد بالقدرة على الوساطة في موضوع دولي لا يلتفت فيه إلى الجزائر أصلا، ولا كلمة ولا تأثير لها فيه على الإطلاق.

لكن يبدو أن الحديث مع الجزيرة قد يهب المرء الفرصة للحديث عن أضغاث الأحلام أيضا.

وعموما، من الواضح أن ظهور تبون كان لحاجة في نفس يعقوب، وكان الهدف منها المغرب وليس غيره، رغم بعض الأسئلة والأجوبة الجانبية لإكمال المشهد.

كما أنه من الواضح أيضا أن تبون قد استنفد الآن فعلا كل ما لديه، وربما استنفد صبر المغرب أيضا، ولعل الأمور قد وصلت حقا إلى نقطة اللاعودة في وجود هذه القيادة المتهورة بالجارة الشرقية.