سيبقى الناخب الوطني وليد الركراكي حالة فريدة من نوعها فعلاً في تاريخ المدربين الذين مروا على المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم.
فمن خلال التشكيلة التي استعرضها يوم 13 مارس، والتي سيواجه بها ودّياً كلاّ من البرازيل والبيرو، يبدو أن الركراكي لا زال يواصل تميزه، وقدرته على التفوق حتى في اختياراته.
ففي السابق، كانت خيارات المدربين تنال في الغالب حظها من النقد، إما بسبب أسماء غريبة يتم النداء عليها، أو لتجاهل أسماء يجمع الجميع على ضرورة تواجدها ضمن تشكيلة الأسود.
تجمع خيارات الركراكي بين لاعبين شاركوا في كأس العالم، وآخرين جُدداً استطاع أن يكتشفهم من خلال "راداراته" في أوروبا وباقي دول العالم.
ما يميز الركراكي أنه لا يتخلى عن لاعبيه، ولا يلتفت كثيراً إلى ما يتعرضون له أحيانا من نقد سلبي، أو تجاهل من طرف فرقهم التي يلعبون لها.
وقد حدث هذا، مثلاً، مع يوسف النصيري، الذي أصر الركراكي على منحه الثقة حتى تمكن من إثبات ذاته في كأس العالم.
وهو الآن يكرر نفس الشيء مع وليد شديرة وعبد الرزاق حمد الله وعبد الصمد الزلزولي، والذين لم يكونوا في المستوى المطلوب في كأس العالم، لكنه يواصل وضع الثقة فيهم ومنحهم الفرصة كاملة.
نستطيع أن نقول إن الركراكي يتبع حرفيا الحكمة التي كانت تقال عن الإنسان الغربي "الذي يدعم الفاشل حتى ينجح"، مع فارق أن هؤلاء اللاعبين ليسوا فاشلين طبعا، إنما هي أيام وأيام.. كما يعرف ذلك كل ممارس لكرة القدم.
الركراكي تفاعل أيضا مع قضية حكيمي واتهامه بالاغتصاب، وأكد وقوفه إلى جانبه، مع إيعاز إلى الجماهير بدعمه خلال المباراة أيضا.
هذه الطريقة تزرع الكثير جدا من الثقة في اللاعبين المعنيين وفي كل التشكيلة، لأن الخوف من الخطأ يتراجع إلى الوراء ونجد بدلاً عنه الكثير من الإقدام والشجاعة، ما يعني أن يظهر اللاعب ببساطة كل ما يملك من قدرات دون أي تخوف من الانتقاد الحاد أو الإقصاء من التشكيلة.
بالنسبة للاعبين الجدد، فما يميز الركراكي أنه متابع جيد لجديدهم، ويحرص على الاطلاع على ما يتناوله الإعلام، وقد بدا هذا جليا في مناداته على اللاعب شادي رياض، الذي تناوله موقع "آخر ساعة" أكثر من مرة، خصوصا تصريحه بأنه يحلم للعب للمنتخب.
ينضاف إلى هذا باقي الأسماء الجديدة التي وضع فيها الثقة، والتي يرتقب أن تظهر ما لديها في مباراة البرازيل بالدرجة الأولى.
إن العمل مع الركراكي إلى غاية كأس العالم القادمة أصبح مطلبا ملحا، لأن الأمر يتعلق فعلا بحالة تدريبية يصعب أن تتكرر.