كاتب لبناني: على فرنسا اتخاذ موقف واضح من مغربية الصحراء

 كاتب لبناني: على فرنسا اتخاذ موقف واضح من مغربية الصحراء
آخر ساعة
الأثنين 13 مارس 2023 - 18:58

اعتبر الكاتب اللبناني خير الله خير الله أن ما قامت به فضائيّة "فرانس 24"، عبر قناتها الناطقة بالإسبانيّة، من خلال بث تقرير منحاز إلى جبهة البولسياريو "يكشف عن جهل، قبل أيّ شيء آخر".

وأضاف الكاتب أن التقرير "لم يكن سوى سلسلة من المغالطات بدءا بتجاهل طبيعة قضيّة الصحراء، وهي قضيّة بين المغرب والجزائر الساعية إلى أن تكون لها دويلة تدور في فلكها تعطيها منفذا على المحيط الأطلسي".

وأوضح خير الله أن النظام في الجزائر يريد إثبات أنّه قوة إقليمية مهيمنة تمتلك منفذا على المحيط الأطلسي وليس على البحر المتوسط فقط، كما يرفض الاعتراف بأنّه يستطيع الحصول على ممرّ إلى المحيط الأطلسي عبر الصحراء المغربية بالتفاهم مع المغرب "الذي يمتلك حقّا تاريخيا، تثبته الوثائق، في السيادة على تلك الأرض".

وكشف الكاتب اللبناني أن التقرير ذهب إلى الربط بين التحول في الموقف الإسباني ووقف تدفق المهاجرين من المغرب عبر جيبي سبتة ومليلية الإسبانيين الموجودين في الأراضي المغربيّة، معتبراً أن مثل هذا الكلام "يتعلّق بالترويج لأوهام بعيدا عن كلّ ما له علاقة بالواقع" !

كلّ ما في الأمر، من وجهة نظر الكاتب،  أن إسبانيا بدأت في عهد حكومة الاشتراكي بدرو سانشيز تعيد النظر في سياستها تجاه المغرب من منطلق وجود مصالح مشتركة بين البلدين، إضافة إلى اقتناع الجانب الإسباني بأنّ لا فائدة من تجاوز الواقع والمضي في استخدام ورقة الصحراء لابتزاز المغرب.

تصالحت إسبانيا مع الواقع ورفضت كلّ المحاولات الجزائرية لابتزازها، "شملت تلك المحاولات وقف ضخ الغاز عبر خط الأنابيب الذي يمرّ في الأراضي المغربيّة" يضيف الكاتب.

وأضاف خبر الله أنه تبيّن - بكل بساطة - أن النظام الجزائري لا يحترم الاتفاقات التي يعقدها مع دول أوروبيّة في أي مجال من المجالات وأن العقدة المغربيّة التي يعاني منها تتحكّم بسياساته وتصرفاته.

وزاد "ليس سرّا أن الرئيس إيمانويل ماكرون يعرف جيدا وبدقة من يحكم الجزائر وكيف يعتاش النظام 'العسكري – المدني' من إثارة ريع الحقد التاريخي، على مرحلة الاستعمار الفرنسي. عبّر عن ذلك، قبل نحو عامين، في لقاء مع مجموعة من أبناء 'الحركيين'، أي أبناء الجزائريين الذين طردهم النظام من الجزائر بعد الاستقلال في العام 1962".

ورغم ذلك، يرى الكاتب أن العقدة الجزائرية لا تبرر تجاهل وجود مشروع الحكم الذاتي الموسّع للأقاليم الصحراوية الذي طرحه المغرب منذ سنوات عدّة. "كلّ ما هو مطلوب، قبل السعي إلى الإساءة إلى المغرب، باللغة الإسبانيّة أو بأي لغة أخرى، التصالح مع الواقع على الأرض… أي مع الحقيقة كما هي من دون لفّ ودوران ومحاولة التحايل عليها" يضيف خير الله.

ويبرز الكاتب أن هناك ما هو أبعد من برنامج تلفزيوني بثته قناة رسميّة فرنسيّة، بل إن فرنسا أساءت إلى نفسها قبل أن تسيء إلى المغرب الذي استطاع في السنوات العشرين الأخيرة تحقيق قفزات كبيرة إلى الأمام في مجال تطوير بنيته التحتيّة وتكريس مغربيّة الصحراء فضلا عن تحوله إلى جسر بين أوروبا وأفريقيا.

وخلص خير الله خير الله إلى أنه لا حاجة فرنسيّة إلى ابتزاز المغرب عن طريق الصغائر، من نوع البرنامج الذي بثته "فرانس 24"، بل هي في حاجة إلى شجاعة "تستهدف اتخاذ موقف واضح من مغربيّة الصحراء لا أكثر، وهي قضيّة تحرير سكانها من البؤس والفقر والإرهاب… بدل بقاء هؤلاء في أسر النظام الجزائري وعلاقاته الروسيّة والإيرانيّة المتشعّبة!".