تطبيقات النقل في المغرب.. رفض من المهنيين وقبول من الزبائن

 تطبيقات النقل في المغرب.. رفض من المهنيين وقبول من الزبائن
آخر ساعة
الجمعة 10 مارس 2023 - 13:16

يحدث كل جديد ضجة كبيرة ويحرك المياه الراكدة على أكثر من مستوى، خصوصا إذا كان مرتبطا بأرزاق فئات كبيرة من الناس بالمجتمع المغربي.

وتعد تطبيقات النقل الذكية ظاهرة حديثة على المجتمع المغربي، عمرها سنوات فقط، وظلت تثير جدلاً كبيرا منذ إطلاقها لأول مرة في حدود 2016 و2017.

ولم يكن غريباً أن تشهد هذه التطبيقات، أول ما تشهد، رفضاً من طرف أصحاب التاكسيات بمختلف أصنافها، نظراً لأنها – من وجهة نظرهم – تزاحمهم بشكل مباشر في أرزاقهم.

كما لم يكن غريبا أيضا أن تلقى هذه التطبيقات إقبالا من طرف الزبائن نظراً لمجموعة من الامتيازت التي توفرها، مقابل سلبيات يرى الزبائن أنها تطبع سيارات الأجرة وسائقيها.

ولعل هذا ما دفع سائقي سيارات الأجرة، خصوصا قبل سنوات، إلى تنظيم وقفات احتجاجية أدت إلى توقيف تطبيقين ذكيين كانا مخصصين لهذه الخدمة.

كما حاولت منصة خاصة خلق تطبيق خاص بالتاكسيات، من أجل الحصول على الميزات التي توفرها التطبيقات الأخرى، وبالتالي مزاحمتها في ميدانها.

لكن، لا زالت تطبيقات نقل أخرى تظهر، وسط تراجع نسبي لاحتجاجات المهنيين الذين يبدو أنه أسقط في أيديهم وأدركوا أن التعايش مع الوضع الجديد هو الحل.

فمن وجهة نظر سائقي سيارات الأجرة فإن هذه التطبيقات تجعل كل تعبهم من أجل تحصيل رخصة الثقة هباءً منثوراً، فلا يعقل أن يقضوا شهوراً من أجل ضبط مجموعة من القواعد والقوانين والتمكن من مهنة "سائق سيارة أجرة" ليأتي في الأخير من يختزل كل هذا في تطبيق على الهاتف، ويسلبهم أرزاقهم بهذه البساطة.

فسائقو التاكسيات يرون أنهم يوفرون الأمان والثقة للزبون، وبالتالي فهو عندما يستعمل التاكسي يكون في أمان، لأن هذا الأخير سائق مؤتمن، قانونيا على الأقل، كما أن لديه رقماً مرجعيا يجعل إمكانية محاسبته واردة.

كما أن التواجد في سيارة أجرة، يجعل العلاقة واضحة بين السائق والركاب في حالة وقوع حادثة لا قدر الله أو ما شابه، على النقيض من السيارات الخاصة التي تعمل بالتطبيقات، والتي تفتقد الأمان والثقة، إضافة إلى الفوضى التي تخلقها على أكثر من مستوى، من وجهة نظرهم دائما.

بالمقابل، يرى السائقون الذين يستعملون التطبيقات أنها تطور طبيعي لاستخدام التكنولوجيا، وأنها وسيلة لخلق مناصب شغل، مع الاعتقاد بأنها لا تنافس التاكسيات إلا في نسبة قليلة من سوق الشغل.

فمن وجهة نظرهم، فإن السوق كبير وواسع، وهم لا يأخذون منه سوى نسبة زبائن لا تستعمل التاكسيات أصلا، وهي فئة الزبائن التي تطلب الخدمة إلى غاية مكان السكن، أو من يكون عددهم أكبر من القدرة الاستيعابية للتاكسيات.

أما بالنسبة للزبائن، فأكيد تنقسم أراؤهم بين من لا زال يفضل الوسيلة التقليدية وهي سيارة الأجرة، باعتبارها ملحوظة ومعروفة، وبالتالي يمكنك استقلالها في أية لحظة، ومن أي مكان، دون تخطيط مسبق.

من جهتهم، يرى مستعملو التطبيقات أنها اقتصادية أكثر، وأنه يمكنك تحديد ثمن الرحلة قبل الانطلاق، دون الدخول في أية مناكفات مع السائق، مثلما قد يحدث أحيانا مع سائقي التاكسيات، كما أنها تصل إلى غاية مكان تواجدك، وتنقلك إلى وجهتك بالضبط.

وعموما، فمن المؤكد أن تواجد الوسيلتين يبقى هاما في زمن التكنولوجيا، كما أنه سيبقى محط جدل إلى أن ينتهي الحال أخيرا بقبول الأمر الواقع كما حدث مع كل جديد يطفو على سطح المجتمعات الحديثة.