أكد النعم ميارة، رئيس مجلس المستشارين، على الدور الذي يلعبه المغرب في تعزيز الاستقرار والأمن الإقليميين، لاسيما في ظل تنامي التهديدات المرتبطة بالإرهاب والحروب بالوكالة وانتشار المرتزقة والتحالفات مع البوليساريو في منطقة الساحل وتزايد الأنشطة المرتبطة بالجريمة المنظمة والاتجار بالبشر والهجرة السرية.
جاء ذلك خلال لقاء جمعه بمدينة كراكوفيا البولندية، في ختام زيارته لهذا البلد، مع رئيس لجنة الخارجية وشؤون الاتحاد الأوروبي بمجلس الشيوخ البولندي، Bogdan Klich، تناول سبل تعزيز التعاون البرلماني بين المجلسين ومواكبة العلاقات السياسية المتميزة بين البلدين والدينامية الإيجابية للتعاون المشترك.
كما تناول ميارة مسار الشراكة الاستراتيجية المتقدمة القائمة بين المملكة المغربية والاتحاد الأوروبي على جميع الواجهات السياسية والأمنية والاقتصادية والانسانية، مؤكدا على تمسك المغرب بهذه الشراكة وانخراطه القوي في تنزيل مقتضياتها.
وأكد بهذه المناسبة على أن المغرب وبولندا يعتبران شريكان استراتيجيان، سواء على مستوى علاقاتهما الثنائية أو في إطار تموقعهما الجيواستراتيجي الإقليمي، داعيا إلى اعتبار المغرب بوابة لبولندا إلى القارة الافريقية وبولندا منصة للمملكة إلى شرق أوروبا، مستعرضا الدور الهام الذي تلعبه الدبلوماسية البرلمانية في تقريب وجهات النظر بين البلدين في مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك ومد جسور التعاون على المستويين التنموي والانساني.
كما استعرض ميارة الإصلاحات والأوراش التنموية الكبرى التي أطلقتها المملكة المغربية تحت قيادة الملك محمد السادس، في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والانسانية، مؤكدا على أن المغرب يوفر مناخا محفزا للأعمال من خلال تشريعاته وبنياته التحتية الهامة.
من جانبه نوه Bogdan Klich، رئيس لجنة الخارجية وشؤون الاتحاد الأوروبي، بمستوى العلاقات القائمة بين البلدين في مختلف المجالات وبالرغبة المشتركة للارتقاء بها الى مستويات أرحب، تتناسب وطموحات الشعبين الصديقين، مؤكدا على أهمية الدبلوماسية البرلمانية في تقوية التعاون الثنائي بين البلدين، منوها أيضا بمستوى العلاقات القائمة بين مجلس المستشارين المغربي ومجلس الشيوخ البولندي.
كما دعا إلى مواصلة الحوار البرلماني من خلال تبادل الزيارات وتبادل التجارب والخبرات في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك، مشددا على أهمية تقوية التعاون الاقتصادي في العلاقات بين البلدين، بالنظر للفرص والمؤهلات التي يتوفر عليها البلدان على مستوى التجارة والاستثمارات.
وأكد على الدور الهام الذي يقوم به المغرب كشريك أساسي للاتحاد الأوروبي في تعزيز السلم والأمن والاستقرار وتحقيق التنمية في المنطقة، معربا عن رغبة بلاده في تحقيق تعاون ثلاثي على مستوى إفريقيا يلعب فيه المغرب دورا محوريا كبوابة نحو القارة.
كما كان لرئيس مجلس المستشارين، لقاء مع والي جهة بولونيا الصغيرة،Ĺukadz Kmita ، تناول خلاله الجانبان سبل تعزيز العلاقات على المستويين الجهوي والترابي، حيث أكدا على ضرورة العمل من أجل تقوية التبادل الإنساني والثقافي من خلال تشجيع السياحة وخلق توأمات بين المدن، بهدف تبادل التجارب والخبرات والممارسات الفضلى في مختلف المجالات المرتبطة بالتدبير المجالي وتحقيق التنمية المحلية وتعزيز اللاتمركز.