تصادفنا من حين لآخر على مواقع التواصل الاجتماعي منشورات عن اختفاء طفل هنا وطفل هناك، وقد نتفاعل معها أحيانا بالمشاركة، وقد نشكّ أحيانا في صدقية المنشور فنتجاهله.
ووسط كل هذا الزخم الكبير من المعلومات والمتفاعلين، تضيع أحيانا الحقيقة، ويتضرر معها الكثير من الآباء والأمهات الذين يعانون فعلاً من اختفاء أطفالهم ولا يجدون تجاوباً، أو حتى لا يدركون أحيانا كيف يقومون بتوصيل منشورهم لأكبر عدد من المتصفحين.
إن أهم العناصر في حالات الاختفاء هو السرعة والفاعلية والانتشار، وإشعار الأمن باعتباره الجهة القانونية المخوّل لها التدخل أولا وأخيرا.
وفي هذا الصدد، دخلت المديرية العامة للأمن الوطني في شراكة مع مؤسسة «META»، بهدف إدماج الإمكانيات التواصلية المتقدمة، التي تتيحها شبكات التواصل الاجتماعي، ضمن مجهودات البحث عن الأطفال المختفين.
وتحاكي هذه الآلية بعض جوانب عمل آلية «Amber Alert» الأمريكية المتواجدة على منصة “فيسبوك”، والخاصة بنشر وتعميم إنذارات التبليغ والبحث عن الأطفال المفقودين ضمن نطاقات جغرافية وزمنية محددة.
وقبل إطلاق هذا المشروع وتنزيله على أرض الواقع، عكفت فرق متخصصة من الأمن الوطني على إجراء عملية تقييم شاملة للمسطرة المعتمدة في التبليغ عن الأطفال المختفين والبحث عنهم من قبل مصالح الشرطة، بحيث تم تعديل طريقة التبليغ من خلال اعتماد مسطرة جديدة تتضمن مجموعة من المعطيات المهمة، التي تأخذ بعين الاعتبار العديد من المعلومات الحاسمة في تحديد مكان الطفل المختفي، من قبيل هواياته ومشاكله الشخصية والأماكن التي يحتمل تردده عليها… إلخ.
وتهدف المديرية العامة للأمن الوطني، وفق بلاغ صادر عنها، من خلال تدعيم الشراكة مع شركة "META"، "إلى تعزيز الحماية الخاصة بالأطفال القاصرين، وتسريع الأبحاث والتحريات الكفيلة بتحديد مكانهم في أسرع وقت، وذلك من خلال إدماج القدرات التواصلية الكبيرة التي توفرها تقنيات المعلومات وشبكات التواصل الاجتماعي".
يذكر أيضا أن المديرية العامة للأمن الوطني تنظم، بشراكة مع شركة «META»، مالكة شبكات “فيسبوك” و”واتساب” و”إنستغرام”، يوم الثلاثاء 07 مارس الجاري بالمعهد الملكي للشرطة بمدينة القنيطرة، (تنظم) يوما دراسيا لتقديم آلية "طفلي مختفي"، المتعلقة بالإنذار والبحث عن الأطفال المختفين والمصرح بغيابهم في ظروف مشكوك فيها.