الملياردير ريشارد برانسون: لنعلم أطفالنا مهارات الحياة بدل تلقينهم الدروس!

 الملياردير ريشارد برانسون: لنعلم أطفالنا مهارات الحياة بدل تلقينهم الدروس!
آخر ساعة
الأثنين 6 مارس 2023 - 16:12

من المؤكد أن المنهجية المعتمدة في التدريس، وطنيا وعالميا، تلاقي في الوقت الحالي انتقادا شديدا من طرف البيداغوجيين والمنظرين الذي يرون أن كل ما يقدم الآن لم يعد مجديا.. إلى حد ما.

أسلوب التلقين، والتعامل مع الأطفال كأنهم نسيج واحد، يعتبر من طرف المختصين الجدد مجرد تدجين وتخريج لآلاف النسخ البشرية، وقبرٍ للحالمين والطامحين والعباقرة.

الملياردير الشهير ريشارد برانسون، واحد ممن حلموا على عاتقهم تغيير الأفكار التقليدية في التعليم عبر العالم، وفي هذا المقال يحاول أن يشرح فكرته عن التعليم كيف ينبغي أن يكون:

لم أكن يوماً ممن يجيدون الرياضيات، أتحث عن تلك التي يلقنوننا في المدرسة طبعا.

بعض الناس يتفوقون في علم المثلثات أو حساب التفاضل والتكامل أو الجبر، وأنا أقدر بشدة أولئك الذين استعملوا تفوقهم هذا بشكل جيد وبطرق تجعل حياتنا أسهل.

لكن لا ينبغي لنا استبعاد الغالبية العظمى من الأطفال من تعلم مهارات الحياة العملية التي يحتاجون إليها لتحقيق النجاح.

قد يكون تحقيق حلمك أمرًا صعبًا، لكن عليك أن تكون قادرًا على الالتفاف حول الأساسيات.

 يعد التعرف على أشياء مثل أسعار الفائدة، وكيفية عمل الرهون العقارية والقروض، ومقدار الأموال الواردة والصادرة أمرًا ضروريًا.

بالنسبة لمعظمنا، هذه هي الرياضيات اليومية الحقيقية التي تحتاج إلى معرفتها، إنها مهارات الحياة الأساسية التي ستفيد أي طفل يغادر المدرسة.

لذلك، أنا مع تدريس الرياضيات، ولكن الرياضيات التطبيقية هي التي ستحدث فرقًا كبيرًا عندما تضع ميزانية، أو ترغب في شراء منزل، أو تبدأ نشاطًا تجاريًا، وسمعت أن هناك القليل جدًا من هذا النوع من التعليم.

من واقع خبرتي، فإن الحياة تدور حول النظر إلى مشكلة ورؤية كيف يمكنك إصلاحها. إذا كان بإمكانك تحويل ذلك إلى فكرة عملية، فهذا أفضل بكثير.

يخبرني نهجي المتفائل أن الرياضيات تعمل عادة عندما تقوم بتحسين حياة الناس أو تغيير شيء سلبي إلى إيجابي.

أحب أن أقول إنني حضرت دروسا في  "جامعة الحياة"، لأنني كنت محظوظًا لتعلم الأشياء المهمة على طول الطريق.

استغرقت بعض المفاهيم وقتًا أطول من غيرها لتثبت... لم أدرك مثلا أنني لا أمتلك أية فكرة عما كانوا يتحدثون عنه عندما يتعلق الأمر بالأرباح الصافية والإجمالية، إلا عندما وصلت إلى الخمسينيات من عمري - خلال اجتماع حول الشؤون المالية - في هذه الحالة كان من المفيد لي لو تعلمتها في المدرسة.

بصفتي مصابًا بعسر القراءة، اعتقدت أنني كنت أعاني فقط من تشويش الكلمات والأرقام جيدًا لسنوات، لكن في هذه المناسبة شعرت بالصدمة.

أخذني أحد أعضاء الفريق إلى خارج غرفة الاجتماعات بعد أن لاحظ وجهي الشاحب.

 بعد أن اعترفت بخطئي، أراني طريقة بسيطة لأفهم.. قام بتلوين قطعة من الورق باللون الأزرق، مما يشير إلى المحيط، ووضع شبكة في المحيط بها سمكة. ثم أوضح أن السمك في الشبكة هو صافي الأرباح وبقية المحيط كان إجمالي مبيعاتنا. أدركت أنني كنت أفقر مما اعتقدته. لطالما اعتقدت أنه كان العكس!

يذكرني هذا المثال دائمًا أن كل طفل يمكن أن يكون مختلفًا: قد يكون البعض متعلمين بصريين ؛ قد يفضل البعض الكلمات، وبالتالي نحتاج إلى إدماج كل طفل، ونحتاج إلى تعليم أشياء ستكون مفيدة بالفعل.

أحب هذا الاقتباس الذي يلخص الأمر: "الجميع عبقري. لكن إذا حكمت على سمكة من خلال قدرتها على تسلق شجرة، فستعيش حياتها كلها معتقدة أنها غبية".

نحاول أن نجعل الجميع في نفس الصندوق، والحقيقة أنه لا ينبغي أن يتم بناء الناس بهذه الطريقة.

نحن جميعًا مختلفون تمامًا، ويجب أن نكون سعداء بذلك. إن الطريقة التي يتم بها تعليم الأطفال وإعدادهم للحياة تحتاج حقًا إلى إصلاح شامل حتى يتمكنوا من ترك المدرسة والسعي وراء أحلامهم، والحصول على المهارات التي يحتاجونها لجعلها حقيقة.

يتغير عالم العمل بسرعة كبيرة، ونحن بحاجة إلى حالمين ومحللين للمشاكل ورواد أعمال لحل المشكلات الكبيرة في عصرنا.

 فلنعدّهم للنجاح حتى يتمكنوا من الاستمرار في تغيير العالم للأفضل.