الحكومة تلغي حالة الطوارئ.. والساعة الإضافية؟

 الحكومة تلغي حالة الطوارئ.. والساعة الإضافية؟
آخر ساعة
الخميس 23 فبراير 2023 - 14:30

أخيرا، انزاح كابوس ثقيل كان يجثم على صدور وأكتاف المغاربة اسمه "تمديد حالة الطوارئ"، والذي بقي يتكرر كل شهر لمدة 3 سنوات.

قررت الحكومة إذن، يوم الخميس 23 فبراير، وقّف تمديد الطوارئ الصحية بالمغرب، بعد تحسن مؤشرات الوضعية الوبائية بالمملكة.

و أكدت الحكومة، أنه لن يتم - ابتداء من الآن - إصدار أي مرسوم حكومي جديد لتمديد سريان مفعول حالة الطوارئ الصحية التي أقرها المغرب منذ مارس 2020.

لكن كابوساً آخر لا زال يقض مضجعَ الكثيرين من المغاربة، الذين يرون أن أمر إلغائه أيضا هو في يد الحكومة، وبجرّة قلم.. ربما.

ففي يوم الأحد 19 مارس القادم، سيعود المغرب إلى توقيت غرينتش، قبل دخول رمضان بأيام قليلة، وهو خبر جيد ينفّس عن المغاربة قليلا، لكن السيء فيه أنه، بمجرد انقضاء رمضان، تعود الساعة الإضافية من جديد، وتعود المعاناة معها.

لا يحتاج الأمر لنستعرض هنا ما يعانيه المواطن مع هذه الساعة، بعد عقود طويلة من توقيت غرينتش، فما سال من حبرٍ في هذا الباب كافٍ لملء عشرات المجلدات.

خبر إلغاء حالة الطوارئ كان إذن قراراً ممتازا، وفي صالح المواطن في كل الأحوال، فلماذا لا يتبعه قرار إلغاء هذه الساعة التي تبقى أسباب إقرارها غير مقنعة مهما قيل من مبررات وأسباب.

فما المانع من أن تعلن الحكومة إلغاء الساعة الإضافية كما أعلنت إلغاء الطوارئ؟

إن الأوضاع المعيشية للمواطن في الظروف الحالية لا تخفى على أحد، وهي قاسية جدا، وربما لم تمرّ على المغاربة سنين عجاف كهذه منذ عقود، والحكومة تتحجّج بأسباب كثيرة بعضها مقنع وذو بعد عالمي لا يدَ للحكومة فيه،  وبعضها ذرّ للرماد في العيون فقط.

لكن بالنسبة للساعة الإضافية فهي قرار أصدرته الحكومة، وسيكون بيدها أمر إلغائه دون أي تأثيرات خارجية أو ظروف لا يد لنا فيها.

يحتاج المواطن إلى أخبار "سعيدة" حتى لو تعلق الأمر بإلغاء الطوارئ أو العودة إلى الساعة التي أحبها لسنين.

ومن يدري.. فقد تكون العودة إلى غرينيتش عودةَ إلى ظروف "غرينتش" أيضا حين كانت الطماطم تباع بدرهمين فقط للكيلو الواحد !