من المؤكد أن الحروب، بكل مآسيها وخسائرها، تشكل بالنسبة للبعض، دولاً وأفراداً وشركات، فرصة للربح، دون أن يعنيَ هذا أنها ترغب في استمرار هذه الحرب، أو تؤججها بشكل أو بآخر.
وقال العرب قديما أن مصائبَ قومٍ عن قوم فوائد، فالمصيبة تحدث هنا ويستفيد منها شخص آخر هناك، بعد أن تميل الكفة لصالحه في مجاله أو قطاعه.
صحيفة "GRID" تناولت في تقرير مطول، عددا من الذين استفادوا من الحرب الروسية الأوكرانية الأخيرة.
وكشفت الصحيفة في هذا الصدد أنه، من بين الشركات المستفيدة، نجد مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، التي حققت أرباحاً قياسية في زمن الحرب الروسية الأوكرانية.
الشركة الرائدة عالميًا في إنتاج الأسمدة الفوسفاطية، استفادت من انخفاض صادرات الغاز الروسي، والذي أثر كثيرا على منتجي الأسمدة النيتروجينية، التي تستخدم الغاز كمواد وسيطة.
وعليه، فقد حققت المجموعة أرباحاً بقيمة 3,65 مليار دولار في الأشهر التسعة الأولى من عام 2022، مسجلةً، وفق ذات المصدر، ارتفاعًا ملحوظا بعد أن بلغت أرباحها 1.99 مليار دولار في نفس الفترة من العام السابق.
وبالنسبة لصناعة النفط والغاز غير الروسية، أوردت الصحيفة أن شركة ExxonMobil أنهت عام 2022 بأرباح بلغت 56 مليار دولار، متجاوزة الرقم القياسي للعام السابق البالغ 45.2 مليار دولار.
كما سجلت شركة Chevron أرباحًا بقيمة 35.5 مليار دولار، حتى مع استمرار الحكومات في التأكيد على الحاجة إلى الانتقال بعيدًا عن الوقود الأحفوري.
كما لفت ذات المصدر الانتباهَ إلى أن دول الشرق الأوسط حققت أرباحا كبيرة في ظل التضييق على الغاز الروسي، وفي هذا الصدد، شهدت شركة النفط السعودية التي تسيطر عليها الدولة عامًا جيدًا بشكل خاص، حيث بلغت أرباحها 42.4 مليار دولار في الربع الثالث من عام 2022 وحده.
إلى ذلك، ساهمت نتائج الحرب في السماح لقطر بزيادة هيمنتها على سوق الغاز الطبيعي العالمي، حيث وقعت اتفاقا لتوريد الغاز مدته 15 عاما مع ألمانيا في نونبر الماضي.