غيّر إنجاز أسود الأطلس في مونديال قطر الكثيرَ من المعطيات على المستوى القاري، وأصبحت المستحيل ممكنا في عيون اتحادات إفريقية عديدة.
وكان من الطبيعي أن تلفت هذه "النهضة" الكروية، التي سبقتها إنجازات أخرى، الانتباه، والرغبة في تحليل أسباب هذا التفوق الذي حققه المغرب.
في هذا المقال يحاول الصحافي واهاني جونسون سامبو، من جريدة "أفريكا نيوز"، سردَ أهم أسباب تفوق كرة القدم المغربية في السنوات الأخيرة.
وهذا نص المقال:
من تحدي الصعاب إلى الوصول إلى نصف نهائي كأس العالم، ثم الفوز بلقب كأس إفريقيا للسيدات، وكذا نجاح الوداد البيضاوي في الفوز بدوري الأبطال الإفريقي، كانت سنة 2022 ناجحة، بشكل خاص، لكرة القدم المغربية.
هذا النجاح لم يأت بين عشية وضحاها، فقد أمضت البلاد سنوات في الاستثمار في البنية التحتية الرياضية الحديثة، وهي تمتلك الآن 6 ملاعب معتمدة لدى الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا".
في السنوات الأخيرة ، اكتسبت المملكة أيضا سمعة طيبة في استضافة مسابقات كرة القدم الكبرى.
"شرع المغرب في بناء الملاعب الكبرى منذ عام 2006 لتلبي المواصفات والمعايير الخاصة بتنظيم المسابقات على المستوى القاري، وكذا على المستوى الدولي. ملعب مراكش الكبير، مثلا، هو أحد هذه الملاعب ... وهي ملاعب تسمح لنا باستقبال الأحداث الكبرى، وكذا تساعد على تطوير البطولة المغربية ومهارات اللاعبين" يقول رشيد نيفي، مدير ملعب مراكش.
أكاديمية الرجاء بالدار البيضاء أيضا صارت على نفس النهج، لتصبح عملاق كرة قدم على الصعيد القاري.
الملاعب نظيفة والصالات الرياضية مجهزة تجهيزًا جيدًا، والمرافق في نفس مستوى تلك الموجودة في البلدان المتقدمة
يقول عمر الخياري، مستشار بالجامعة الملكية المغربية لكرة القدم: "أولا، ركزنا على البنية التحتية لما هو موجود فعلا، ثم قمنا ببناء منشآت جديدة كمركب محمد السادس".
ويضيف "عملنا أيضا على إنشاء مراكز تدريب لشبابنا، لأنديتنا. افتتحنا أكاديمية الرجاء بالدار البيضاء وأكاديمية بركان.. ثم عملنا على حوكمة الأندية. من المؤكد أننا إذا أردنا أن يكون لدينا فريق كرة قدم وطني جيد فإننا نحتاج إلى أندية قوية. ولكي يكون لدينا أندية قوية، يجب أن تتوفر على موارد مالية جيدة يديرها فريق إداري كفؤ".
هي استراتيجية تجعل المغرب اليوم مركزاً لكرة القدم الأفريقية والعالمية، وهو ما يرشحها بشكل كبيرلاستضافة كأس الأمم الأفريقية 2025، بعد أن كانت قد نظمتها آخر مرة في سنة 1988.