كشفت دراسة ميدانية أن 40 بالمائة من المغاربة المشاركين يتميزون بــ"ثقة منعدمة" أو "ضعيفة" في الناس.
وأوضحت الدراسة، التي أنجزها مجلس النواب، وشارك فيها 1600 شخص، أن من يثقون في الآخرين بشكل متوسط تبلغ نسبتهم 36%، بينما تبلغ نسبة من يثقون في الآخرين ثقة تامة 4% فقط.
وأضافت الدراسة أنه، عند تحديد اتجاه العينة بخصوص الثقة الموضوعة في بعض الكتل الاجتماعية والمؤسسات الحيوية في البلاد، تبين أن الأسرة تحظى بـ"ثقة تامة"؛ بينما تحظى مؤسسات المدرسة والجامعة، ومؤسسة حفظ الأمن العام، بــ"ثقة متوسطة".
أما المستشفيات العمومية، والمحاكم والجمعيات والإذاعات والقنوات التلفزيونية المغربية، والشبكات الاجتماعية، والإدارات العمومية فتحظى بـ"ثقة ضعيفة".
إلى ذلك، أبرزت الدراسة أن قرابة ثلثي المؤسسات المذكورة (%64) تحظى بثقة ضعيفة، و%27 منها بثقة متوسطة، و%9 بثقة تامة.
وزادت أنه، عندما نستثني الأسرة من هذه المؤسسات، ونحاول معرفة نسبة تفعيل القيم في المؤسسات المذكورة، "يتبين لنا حينئذ أن القيم مفعلة في %46 من المؤسسات، وغير مفعلة في %50 منها".
وفي ذات السياق، صرح 673 من المستجوبين بأن ثقتهم بالمستشفيات "منعدمة"، بينما قال 520 أنها ضعيفة، في حين صرح 609 مستجوَباً بأن ثقتهم بالقنوات التلفزية العمومية "منعدمة"، و506 وصفوها بـ"الضعيفة".
وخلص المشرفون على الدراسة إلى أن تدني الثقة في المؤسسات قد يؤدي إلى تقلص المشاركة الديموقراطية، وتراجع الانخراط في الأنشطة المدنية، وكذا تزايد التهرب الضريبي، إضافة إلى تراجع السلوك المطابق للقانون، وفقدان قدر كبير من الرأسمال الاجتماعي الذي بدونه يصعب تعبئة الجماعات والعمل معها.