التعاطف العالمي.. لمن يدفع أكثر !

 التعاطف العالمي.. لمن يدفع أكثر !
آخر ساعة
الأربعاء 8 فبراير 2023 - 17:51

صحيحٌ أن السياسة مصالح، لكن حتى المصالح قد تتراجع إلى الوراء في الكوارث الإنسانية الجماعية التي ينمحي فيها كل شيء ما عدا غريزة البقاء والحفاظ على الحياة.

ومع ذلك، فإن النفاق البشري يأبى إلا أن يتواجد في كل لحظة، حتى لو تعلق الأمر ببركان أو فيضان أو زلزال.

إن المصاب واحد والكارثة واحدة، وكل من سوريا وتركيا، إثر الزلزال الذي ضربهما، تحتاجان مساعدات إنسانية وجسورا جوية، وكل ما يمكن بذله عالميا من أجل المساعدة في جهود الإنقاذ.

لكن الصور المنتشرة تظهر أن الطائرات لا تحلق إلا فوق سماء تركيا، البلد القوي اقتصاديا وصاحب الصوت المسموع.

بينما في سوريا، حيث ازداد الخراب خرابا، فإن المساعدات لا تأتي إلا على مضض، والجسور الجوية معدودة، رغم أن بعض الدول العربية قامت بمبادرات محمودة في هذا الباب.

تمييز كريه في لحظات إنسانية، يُظهر بشكل جلي أن الشعارات شيء، والواقع شيء.

هذا هو نفسه العالم الغربي الذي يكاد يموت حسرة على وجود عقوبة الإعدام، لا يبالي للمئات المدفونين تحت الأنقاض، والذين قد تصنع الثواني القليلة فارقا بالنسبة لهم.

هو نفسه العالم الغربي الذي يرى أن الضحايا الأوكرانيين يستحقون تدبيجَ بكائيات عليهم، بينما لا يبدو أن الزلزال الأخير حرك فيهم ساكنا.

لقد انتفض الغرب عندما هاجمت روسيا أوكرانيا، ولم يتوقف سياسيوه وقادته على التنديد والشجب، والأسف على الضحايا الأوكرانيين.

الموت هو الموت، والضحية هو الإنسان دائما، لكن الغرب يأبى إلى أن يجعلَ نفاقَه واضحاً جليّا في مواقفَ كهذه، فينحاز لمن يريد ويتجاهل من يريد.

والسؤال الذي يستحق أن يطرح في ظل هذه الازدواجية:

كم خصص الغرب للحرب الأوكرانية الروسية، وكم خصص لإنقاذ ضحايا الزلزال، في سوريا خصوصا؟

يكشف هذا النوع من الأحداث حقيقة مريرة يأبى أن يصدقها كثيرون، وهي أن حسابات الغرب تختلف تماما عما يروج له.. فالإنسانية آخر همّه، والمصالح والمال هي المحرّك الرئيسي.