أعادت الدورة الـ12 من الاجتماع رفيع المستوى المغرب-إسبانيا مشروعَ إطلاق الربط البري بين البلدين إلى الواجهة، من خلال نفق يعبر مضيق جبل طارق، باعتباره واحداً من أكبر المشاريع الطموحة في العالم.
وفي هذا الصدد، قالت راكيل سانشيز، وزيرة النقل والبرامج الحضرية الإسبانية "سنعطي دفعة لدراسات مشروع الربط البري عبر مضيق جبل طارق، الذي بدأه كلا البلدين منذ أربعين عامًا. إنه مشروع استراتيجي لإسبانيا والمغرب وأيضاً لأوروبا وأفريقيا".
كما أشار عزيز أخنوش، رئيس الحكومة المغربية، أيضًا، إلى هذا المشروع، قائلاً إن القمة المغربية الإسبانية "تفتح آفاقًا لمشاريع هي بمثابة رافعات لبناء المستقبل، بما في ذلك مشروع الربط البري، والذي يرتقب أن يحدث ثورة على كافة المستويات".
وعليه، أسفرت المباحثات التي تأتي جاءت في هذا السياق عن التزام الأطراف بـ"تحديد موعد في الأيام المقبلة لاجتماع اللجنة المشتركة، من أجل مناقشة الخطوات المقبلة بخصوص مشروع الربط الثابت بين إسبانيا والمغرب عبر مضيق جبل طارق".
أرقام هامة
بالإضافة إلى ذلك، كان مشروع الميزانية الإسباني لسنة 2023، الذي تم تقديمه في أكتوبر الماضي، قد خصص مبلغ 750 ألف يورو لشركة Segecsa، وذلك من أجل "اتخاذ الخطوة النهائية نحو بدء الأشغال"، حسب ما أكدته الحكومة خلال تقديمها لميزانية 2023.
وبلغة الأرقام، من المرتقب أن يوفر النفقُ نقل الركاب والبضائع بين البلدين، مع قطارات مكوكية، وطريق للمركبات والشاحنات، إضافة إلى قطارات الركاب والشحن التقليدية.
ويرتقب أن تكون المسافة بين المحطتين الطرقيتين (بونتا بالوما بطريفة، وبونتا مالاباطا بطنجة) 42 كليومترا، على أن يكون طول النفق نفسه 38.7 كيلومترًا، منها 27.8 كيلومترًا تحت الماء.
سيبلغ عمق النفق 300 متراً تحت سطح الأرض، مع انحدار بنسبة 3%، على أن تبلغ سعة النفق 340 مترا، تضيق عند مناطق المراقبة الأمنية إلى 100 متر.
من المرتقب أن يتم تنفيذ المشروع وتشغيله على مرحلتين:
المرحلة الأولى، تتمثل في نفق أحادي الأنبوب للسكك الحديدية، يتم من خلاله إطلاق حركة القطارات في كلا الاتجاهين، على دفعات من 12 رحلة، وبسرعة قصوى تبلغ 120 كيلومترا في الساعة.
بالنسبة للطريق، فستكون مكونة من 10 ممرات للسيارات والكرفانات والحافلات.
بالإضافة إلى ذلك ، سيتم أيضًا بناء محطة للخدمة والأمن، إضافة إلى نفق ثالث بقطر أصغر، مخصص لإيواء الخدمات وأشغال الصيانة.
متى يكون النفق جاهزا؟
استنادًا إلى حقيقة أنه لا يوجد تاريخ محدد للبدء، فقد صرحت إدارة شركة Secegsa الملكلفة ببناء النفق أنه "يمكن أن يكون جاهزًا بين عامي 2030 و 2040".
تكمن المشكلة في مضيق جبل طارق في العمق ونظام الرياح والتيارات البحرية والمد والجزر والأمواج، فضلاً عن جيولوجيا مضيق جبل طارق.
بالإضافة إلى ذلك ، هناك عامل مهم: إنها المنطقة الفاصلة بين المربعات التكتونية الأوراسية وصدع الأزور وجبل طارق، لهذا، من الضروري النظر في النشاط الزلزالي الذي يمكن أن يحدث في المضيق نتيجة اصطدام هذه الصفائح.
لهذا السبب ، تم اختيار الخيار "ب" ، أي ما يعرف بـ"عتبة المضيق أو عتبة كامارينال"، بين بونتا بالوما وبونتا مالاباطا، لأنه الطريق الأكثر ضحالة بين القارتين.
ويسمح هذا الخيار بالبناء بتقنيات مثبتة ويمكن الوصول إليها، دون وجود خطر الاصطدام؛ إضافة إلى غياب أي أثر سلبي على البيئة.