عندما توقف منظومة "مسار" المسار !

 عندما توقف منظومة "مسار" المسار !
آخر ساعة
السبت 4 فبراير 2023 - 16:06

لا أحد ينكر حق الأساتذة في الدفاع عن حقوقهم المشروعة، بمختلف الطرق القانونية، ومن بينها حق المقاطعة والإضراب وغيرها.

ومن المؤكد أنه من حق "التنسيقية الوطنية للأساتذة وأطر الدعم الذين فرض عليهم التعاقد" أن تقاطع منظومة مسار، أو غيرها، كوسيلة ضغط من أجل انتزاع ما يرون أنه حقهم المشروع.

لكن الوضع الحالي الذي يعيشه التلاميذ، إثر عدم تسليم نتائج الأسدس الأول، يجعل منهم ومن أسرهم، في آخر المطاف، المتضرر الأكبر، باعتبارهم الحلقة الأضعف في ثالوث: الوزارة، الأستاذ، التلميذ.

فوزارة التربية الوطنية قد تستجيب، أولا تستجيب، للمطالب المطروحة أمامها، وفقاً لمنظورها، وهي في كل الأحوال لن تتضرر كمؤسسة بالتأكيد.

بالنسبة للأستاذ، فهو بالتأكيد يقاطع المنظومة منتظراً استجابة الوزارة، ومعتبرا أنها "خصمه" في الوقت الحالي، لكن وسط هذه المعركة الطويلة، يكون التلميذ وأسرته قد لاقوا جحيماً نفسيا حقيقيا، بعد فترة دراسة طويلة، وانتظار للنتائج التي تتوج تعبهم ومجهوداتهم التي يدرك الأساتذة، والوزارة أيضا، أنها ليست بالسهلة.

صحيح أن التنسيقية تدرك هذا، وصحيح أنها في ردها على بيان جمعيات أولياء الأمور أكدت أن معركتها هي مع الوزارة الوصية، وهذا مما لا يتنازع حوله كبشان كما يقولون.

لكن للأسف، فإن نتيجة المعركة لن تعرف انتصاراً لأي من الطرفين، فهي مسبقاً هزيمة لطرف ثالث هو التلميذ الذي تأثرت، وتتأثر، نفسيته بشكل كبير قد يدفعه إلى النفور من الدراسة تماما، وقد نجد أنفسنا أمام حالات هدر مدرسي ظلت الوزرة تحاربه لفترة طويلة.

لقد عبرت فيدرالية أولياء الأمور عن رفضها إقحام التلميذ من طرف بعض الفئات في خلافاتها المطلبية مع الوزارة الوصية، معتبرة أن هذا ينعكس سلبا على الحلقة الأضعف في المنظومة، الذي يعد العبث بمصيره ومصالحه "خطا أحمر لا يجب تجاوزه".

وفي هذه الجملة الكثير من الحقيقة، فأيا كانت المطالب، وأيا كانت الحقوق، فإن ضياع الكثير من الأجيال، والتأثير على دراستهم، يقتضي الكثير من التضحيات أحيانا، ربما حتى ببعض الحقوق.

فلا يمكن أن يحتج الأستاذ من أجل جودة التعليم (وبالتالي من أجل مصلحة التلميذ نفسه)، ثم لا يبالي بتضرر هذا الأخير من احتجاجٍ لا يدعي أحد أنه ليس حقّا، لكنه مؤذٍ بشكل مباشر ولا شك.

نفس الشيء بالضبط يقال عن وزارة التربية الوطنية، التي تبقى مهمتها الأولى، أيضا، جودة التعليم ومحاربة الهدر المدرسي، لكنها بعدم استجابتها تقوم للأسف بعكس دورها تماما.

من أجل عيون أبنائهم ينسى الكثيرون خلافاتهم ويتنازلون ويضحون.

ومن المؤكد أن هناك دائماً حلا وسطا، والطاولة موجودة دائما كي يجتمع حولها المختلفون ويمسكوا العصا من المنتصف.. إلا من أبى !