كان هناك ذكاء ملحوظ في افتتاح كأس العالم للأندية بطنجة، خصوصا مسألة المدة القصيرة، التي تقلل بالتأكيد كمية الهفوات.
افتتاح قصير جميل بسيط قد لا يكون خارقا للعادة، لكنه أيضا ليس سيئا، بل إنه جيد وممتع.
على مستوى التنظيم، لم يلاحظ أحد لا من أهل الأرض ولا من الزوار شيئاً ذا بال، ما عدا بعض الهفوات الطبيعية التي قد تطال أي محفل كبير كـ"الموندياليتو".
لكن، للأسف، وسط كل هذا المجهود، أطلت علينا اللغة الفرنسية لتفسد المشهد العام، وهي تتصدر مجموعة من اللافتات الإرشادية وسط بلد يتحدث العربية والأمازيغية يستقبل ضيوفا يتحدثون العربية والإنجليزية والبرتغالية (أو حتى الإسبانية).
وعموما، كل هذه الدول تفهم الإنجليزية وتتحدثها ولو كلغة ثانية، وبالتالي فالمنطقي هو أن تكون اللافتات باللغة العربية أولا باعتبارها لغة البلد المنظم، ثم الأمازيغية، فاللغة الإنجليزية باعتبارها لغة عالمية.
ولو كان هناك فريق فرنسي واحد، أو متحدث بالفرنسية، لكان الأمر مفهوماً إلى حد ما، لكن كل الفرق ليست كذلك. فلماذا هذا الإصرار على إرضاء لغةٍ لا يحاول أصحابها إرضاؤنا حتى سياسيا؟
إن المنطق يقول أن اللغة المستعملة يجب أن تكون لغة يفهمها الضيوف، كي نسهل عليهم التنقل، وبالتالي استشكاف البلد، في فرصة سياحية قلما تتكرر.
لكن، يبدو أن الفرنسية أصبحت تسكن لا وعيَ عدد من المسؤولين إلى درجة وضعها كلغة أولى دون تفكير مسبق !