أسماء بوجيبار.. مغربية تبحث عن إمكانية الحياة في كواكب أخرى

 أسماء بوجيبار.. مغربية تبحث عن إمكانية الحياة في كواكب أخرى
آخر ساعة
السبت 28 يناير 2023 - 11:50

بابتسامة متفائلة ونظرات تحمل الكثير من الحزم والإصرار، تبدو المغربية أسماء بوجيبار واثقة الخطى والهدف وهي تجيب على أكثر من سؤال في البرامج التي تستضيفها للحديث عن مسارها الاستثنائي.

هي ابنة مدينة الدار البيضاء، أبوها هو المهندس المعماري صلاح الدين بوجيبار، وأمها هي التشكيلية التونسية نبيلة بلغيث.

سحرها عالم الفضاء والكواكب منذ الطفولة، وظلت عيونها تلاحق النجوم والسماء وهي تتساءل عن الأسرار التي تخفيها، قبل أن تقرر، بعد مسار دراسي طويل، أن توجهها لا يمكن إلا أن يكونَ في هذا الاتجاه.

وتقول أسماء إن هذا الشغف بالكواكب تولد لديها، خصوصا، بدافع الفضول الذي كان ينتابها منذ نعومة أظافرها، من خلال قراءة المجلات العلمية، مثل "علوم ومستقبل"، التي كان والداها يشتريانها بانتظام.

تلقت أسماء تعليمها الأساسي بالمغرب، قبل أن تنتقل نحو فرنسا للبحث عن آفاق أرحب وبيئة أكثر ملاءمة لطموحاتها.

وبعد حصولها على الإجازة في علوم الأرض من رين سنة 2008، واصلت العالمة الشابة تحصيلها بنيل شهادة الماستر في "الصهارة والبراكين" من جامعة بليز باسكال بمدينة كليرمون فيران الفرنسية سنة 2010، ثم الدكتوراه في علم الصخور من نفس الجامعة سنة 2014.

وخلال دراسات الماستر والدكتوراه، قادتها أبحاثها إلى جزيرة "لا ريونيون" الفرنسية، التي تشكلت أساسا بفعل بركانين كبيرين، ثم إلى اليابان، كمتدربة في معهد دراسة باطن الأرض التابع لجامعة أوكاياما (ميساسا).

وفي سنة 2014، أشبعت شغفها حينما قبلتها وكالة "ناسا" كباحثة ما بعد الدكتوراه في مركز جونسون للفضاء بهيوستن، في تكساس، قبل أن تلتحق بعد سنتين بمعهد "كارنيجي" للعلوم بواشنطن، المؤسسة التي تأسست قبل أزيد من 100 سنة، وحيث تشتغل حاليا في إطار نفس المهمة.

وفي تفاصيل هذا الحدث خصوصا، فقد كانت أسماء قد حصلت على الدكتوراه في تكوين الكواكب وتمايز الكواكب حول موضوع "التوازن الكيميائي بين الغلاف والنواة في سياق تشكل عينة من الكواكب"، وهو التخصص الذي أهلها للالتحاق بـ"ناسا" وهي في سن السابعة والعشرين..

أسماء تمكنت من الظفر بمنصب في وكالة الفضاء الأميركية في نهاية عام 2014  بعد فوزها في مسابقة شارك فيها المئات، لتكون أول امرأة عربية مغربية تنضم إلى ناسا، حيث التحقت بفريق مركز لندن بي جونسون التابع لوكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" بهيوستن في ولاية تكساس الأمريكية.

وهناك، في "ناسا"، درست العالمة الشابة  ظروف نشأة كوكب عطارد، والتي قد تكون مماثلة لما كانت عليه الأرض في المراحل المبكرة من تكوينها، قبل أن تصل إلى حجمها الحالي.

تواصل أسماء أبحاثها حاليا في معهد "كارنيجي" بدراسة نشأة نواة كوكب المريخ، وكذا الكواكب الخارجية بعيدا عن نظامنا الشمسي.

وترى الجيوفيزيائية المغربية إلى أن دراسة نشأة الكواكب، فضلا عن جانب وجود حياة خارج الأرض، تفيد على العديد من المستويات، موضحة أن النيازك في نظامنا الشمسي يمكن أن تشكل مصدرا هاما للمعادن، التي يمكن استغلالها مستقبلا لتعويض نضوب الموارد المعدنية الأرضية.

تعتقد أسماء أن هدف الإنسانية في المستقبل البعيد سيكون هو السفر والاستقرار في كواكب أخرى صالحة للعيش، موضحة أن فهم كيفية نشأة الكواكب يسمح بإدراك مدى صعوبة العثور على كوكب بديل مشابه لكوكبنا في المستقبل القريب، وأن استمرار الحياة يحتم العمل على حماية كوكب الأرض والحفاظ عليه.

تعتمد أبحاث أسماء، التي تروم "فهم السبب وراء توفر كوكب الأرض على جميع الشروط اللازمة لتطور الحياة"، منهجيات مختلفة في عملها تجمع بين تجارب في المختبرات ونماذج رقمية تستعيد شروط نشأة الكواكب وتطورها.

كما تطبق تقنيات البيانات الضخمة والتعلم الآلي لتحليل النيازك، بغية فهم أفضل لكيفية تطور نظامنا الشمسي منذ لحظاته الأولى بعد انهيار السديم الشمسي، وحتى نشأة الكواكب.