وقع كل من المغرب والهند، مساء السبت 21 يناير، مذكرات تفاهم تقضي بأن تزود مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط (OCP) نيودلهي بـ1,7 مليون طن متري من الأسمدة الفوسفاطية خلال الأشهر الاثني عشر المقبلة.
ووفق بلاغ صحافي صادر عن مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، فإن توقيع هذه المذكرات "هو بمثابة التزام من أجل شراكة استراتيجية تهدف إلى تقوية الأمن الغذائي والعمل من أجل فلاحة مبتكرة ومستدامة".
وفي هذا الصدد، كتب الوزير الهندي منسوخ ماندافيا، وزير الصحة والمنتجات الكيماوية والأسمدة الهندي، على حسابه على "تويتر": "هو فصل جديد لتعزيز العلاقات بين الهند والمغرب في قطاع الأسمدة، ستضمن الاتفاقيات الموقعة إمدادا سلسا للأسمدة بشكل مفيد للقطاع الزراعي في الهند ويساهم في ضمان الأمن الغذائي".
يذكر أن الاتفاقيات وقعت بين كل من مصطفى التراب، الرئيس المدير العام لمجموعة OCP، وعدد من المسؤولين من القطاعين الخاص والعمومي في الهند، بحضور الوزير الهندي منسوخ ماندافيا، والسفير الهندي لدى المغرب راجيش فايشناو.
يذكر أن هذه الزيارة للمسؤولين الهنديين تأتي في ظل توقف إمدادات فوسفات الأمونيوم الثنائي من الصين منذ بدء الصراع في أوكرانيا، وبالتالي ارتفاع أسعار الأسمدة والمواد الخام المستخدمة في تصنيعها مثل البوتاس، الذي تعد روسيا منتجا رئيسيا له.
كما أن شراء المغرب الأخير معدات عسكرية من الشركة المصنعة الهندية "تاتا" كان قد أكد على قوة الشراكة بين الرباط ونيودلهي والتي تعززت منذ بداية عهد الملك محمد السادس.
وترى تقارير إعلامية دولية أن المغرب، الحليف التاريخي والصديق لدول أوروبا الغربية مثل فرنسا وإسبانيا، "مصمم الآن على عدم وضع كل بيضه في سلة واحدة"، خصوصا بعد الشراكات الاقتصادية والعسكرية والتكنولوجية والثقافية مع العديد من البلدان مثل الولايات المتحدة وإسرائيل والصين والمملكة المتحدة وروسيا.
ويرى باحثون أن هذه المقاربة المغربية "تسمح للمملكة بألا تكون أسيراً لحلفائها التقليديين، وتُظهر بأنها بلد براغماتي ومنفتح على جميع الحساسيات طالما تتلاقى المصالح".