تتواصل "الكوميديا السوداء" من طرف المسؤولين في الجزائر، ويتواصل الهوس المرضي بدولة جارة (يفترض أنها شقيقة)، وتتواصل معه الظواهر الغريبة التي تطل برأسها في كل مرة.
آخر هذه المفارقات كان مقطعَ فيديو لوزير الصناعة الصيدلانية الجزائري، تم تداوله بشكل واسع على منصات التواصل الاجتماعي، يظهر فيه وهو يتحدث بنبرة حادة مع ممثلي الشركة السعودية "تبوك" التي تستثمر في الجزائر.
وظهر الوزير علي عون وهو يطلب من مسؤولي شركة تبوك السعودية للأدوية أن "يغيروا" خريطة معلقة داخل غرفة المؤتمر الذي أعلن فيه عن إطلاق استثمارات سعودية في مجال صناعة الأدوية في الجزائر.
واعترض الوزير الجزائري على ظهور خريطة المغرب كاملة كما هي وأراد من المسؤولين السعوديين وضع خريطة تفصل المغرب عن صحرائه.
وقال الوزير للوفد "يجب أن تصححوا الخريطة بسرعة أنتم هنا في الجزائر.. وأنتم تعرفون موقف الجزائر بشأن قضية الصحراء".
ولقي الوزير الجزائري هجوما كبيراً على منصة تويتر من طرف المعلقين الجزائريين، لأن الطريقة التي تكلم بها مع شركة ستستثمر الملايين في بلده، كانت فاشلة ووقحة إلى أبعد الحدود.
قد يفهم المتابعون أن تغلق الجزائر كل محاولات التقارب، وأن تصم آذانها عنها، وأن تدعم جبهة البوليساريو، ثم تدّعيَ أنها لا تفعل.
لكن، أن يصل التدخل في الأمور السيادية للمملكة، وفي خريطتها، فهذا يدخل في إطار تحويل كل ما هو جزائري إلى مغربي، حتى القضايا المصيرية.
ويبدو أن عسكر الجزائر لاحظوا أن المغرب ينتصر في أغلب المعارك التي يخوضها بخصوص خريطته، وفي كل الملتقيات الدولية، حيث يرغم المنظمين على وضع صحرائه كاملة، فارتأوا أن يخلقوا هم أيضا قضية من هذا النوع في محاولة فاشلة للاستئساد و"للنضال".. لكن ليس بما هو جزائري طبعا، بل بما هو مغربي كالعادة !
وعندما يقول الوزير الجزائري هذا الكلام، فهو لا ينتبه إلى أنه يعارض ما قاله رئيسه عبد المجيد تبون في تصريحات صحافية سابقة، حين نفى أن تكون لبلاده "أطماع في أرض الغير"، وأضاف "ندافع عن أرضنا فقط".
فهل أصبحت الآن الجزائر "تدافع عن أراضي الغير أيضا"؟