أخنوش وخروج فرنسا من "المنطقة الرمادية"

 أخنوش وخروج فرنسا من "المنطقة الرمادية"
آخر ساعة
الأربعاء 18 يناير 2023 - 11:33

قال عزيز أخنوش، رئيس الحكومة المغربية، إنه على فرنسا الخروج من المنطقة الرمادية وألا تظل تمارس دور المراقب بشأن قضية الصحراء المغربية.

أخنوش اعتبر، في مقابلة أجرتها معه صحيفة "لوبنيون" الفرنسية أن هناك تطورات كبيرة في قضية الصحراء في أعقاب اعتراف القوى العظمى بسيادة المغرب على الأقاليم الجنوبية، موردا أنه على باريس "ألّا تكون مجرد مراقب".

وتصر فرنسا على الحفاظ على موقفها، الذي وصفه أخنوش بالرمادي، في الوقت الذي سبق للملك محمد السادس أن أكد في ذكرى ثورة الملك والشعب أن ملف الصحراء "هو النظارة التي ينظر بها المغرب إلى العالم، وهو المعيار الواضح والبسيط، الذي يقيس به صدق الصداقات، ونجاعة الشراكات".

وطالب الملك بشكل واضح، من شركاء المغرب التقليديين والجدد، التي تتبنى مواقف غير واضحة، بخصوص مغربية الصحراء، "أن توضح مواقفها، وتراجع مضمونها بشكل لا يقبل التأويل".

وتتماشى دعوة أخنوش الحالية مع التطورات الدولية للملف، حيث تقع على عاتق فرنسا، الشريك الاستثنائي المفترض للمغرب، مسؤولية سياسية كان من المفروض عليها تحملها تجاه المغرب في ما يخص دعمه في هذا النزاع قبل اعتراف القوى العظمى بسيادته على الأقاليم الجنوبية، وليس تبني المواقف المحتشمة وإمساك العصا من المنتصف في قضية مصيرية.

ويرى مراقبون أن فرنسا مطالبة اليوم بتغيير مقاربتها السياسية المتجاوزة في علاقاتها الخارجية مع المغرب والعمل على تطويرها من أجل إعطاء دفعة جديدة وقوية لروابطها التاريخية والاقتصادية مع شريكها الإستراتيجي، وهذه الدفعة رهينة بموقف باريس السياسي بخصوص ملف الصحراء المغربية.

وتأتي تصريحات رئيس الحكومة المغربية مع قرب زيارة رسمية للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى المغرب التي من المرجح إجراؤها في فبراير أو مارس المقبلين للقاء العاهل المغربي الملك محمد السادس، يسبقها لقاء ثنائي رفيع المستوى يجمع المغرب وإسبانيا أيضا.

إسبانيا التي سارعت إلى توضيح موقفها والاصطفاف إلى الجانب المغربي بكل وضوح ودون مواربة، ما يوحي بتعزيز أكبر وعلاقات أفضل مستقبلا بين البلدين.

وفي هذا الصدد، قال ناصر بوريطة، وزير الخارجية والتعاون الدولي المغربي، مؤخرا، إنه حان الوقت من أجل اتخاذ قرارات واضحة، مبرزا أنه  "خلال السنوات الثلاث الأخيرة كان هناك تطور لافت بقيادة الملك محمد السادس في مواقف عدد من الدول القريبة من فرنسا سياسيا وجغرافيا"، مضيفا أن باريس "مدركة تمام الإدراك لأهمية موضوع الصحراء المغربية بالنسبة إلى المغاربة والقوى الحية".