أحيت الفنانة المغربية نجاة اعتابو، مساء أمس الأربعاء، حفلاً فنياً حاشداً على منصة طنجة، ضمن فعاليات مهرجان الشواطئ الذي تنظمه اتصالات المغرب، وسط حضور جماهيري غفير فاق التوقعات، وتفاعل استثنائي من جمهور المدينة الذي حجّ من مختلف الأحياء والمناطق المجاورة للاستمتاع بصوتها الأصيل وأغانيها الخالدة.
منذ اللحظات الأولى لصعودها إلى الخشبة، استقبلت اعتابو بعاصفة من التصفيق والهتافات، حيث بدت في قمة تألقها وأناقتها، مرتدية زياً مغربياً عصرياً عكس هويتها الفنية الأصيلة وروحها الشعبية المتجذرة.
افتتحت نجاة الحفل بأشهر أغانيها، لتعلن انطلاق ليلة استثنائية جمعت بين الطرب الشعبي والغناء الملتزم، وتوالت الوصلات التي رددها الجمهور بحماس كبير، من قبيل "كذبة باينة"، و"يامي لا تبكيش"، و"هاك آ ماما"، و"مالي على حالي"، لتتحول ساحة الحفل إلى كورال جماعي يهتف بصوت واحد.
ولم تبخل نجاة على جمهورها بالتواصل المباشر بين الأغاني، حيث ألقت كلمات عفوية ومرحة، حيت فيها جمهور طنجة، كما لم تُخفِ تأثرها بالاستقبال الحار والتفاعل الكبير.
وكان الجمهور الطنجاوي في قلب الحدث، إذ أبدى حماسه منذ الساعات الأولى من المساء، وحرص على حجز أماكنه أمام المنصة، وهو ما يعكس مكانة نجاة اعتابو في الذاكرة الموسيقية للمغاربة.
وشوهد الحضور بمختلف فئاته العمرية، من شباب وعائلات وأطفال، يرقصون على أنغام الأغنية الشعبية المغربية في مشهد احتفالي مبهج.
وتندرج هذه السهرة ضمن برنامج مهرجان الشواطئ الذي تنظمه شركة اتصالات المغرب كل صيف بعدد من المدن الساحلية، بهدف تقريب الثقافة والفن من جمهور الشواطئ وتعزيز الحياة الثقافية خلال العطلة الصيفية. ويُعد حفل نجاة اعتابو من أبرز محطات دورة هذا العام، لما حمله من شحنة عاطفية وجماهيرية قوية.
ورغم مرور عقود على بداية مشوارها الفني، ما زالت نجاة اعتابو تحافظ على وهجها، بفضل صدقها الفني، ووفائها لجذورها، وقدرتها على التجدد دون أن تفقد هويتها.
وقد نجحت في هذا الحفل في إثبات مكانتها كأيقونة من أيقونات الأغنية المغربية، ليس فقط من خلال صوتها، ولكن من خلال طاقتها على المسرح، وعفويتها الصادقة التي تلامس القلوب.
وفي ختام السهرة، شكرت اعتابو جمهور طنجة واتصالات المغرب والمنظمين، قبل أن تغادر المسرح وسط تصفيقات حارة وهتافات تطالب بالمزيد.
