قصة كفاح شاب مغربي وصل إلى إسبانيا مختبئًا تحت شاحنة وأصبح اليوم شرطيًا محليًا في إشبيلية

 قصة كفاح شاب مغربي وصل إلى إسبانيا مختبئًا تحت شاحنة وأصبح اليوم شرطيًا محليًا في إشبيلية
آخر ساعة
الأربعاء 26 نوفمبر 2025 - 13:04

تُجسّد رحلة الشاب المغربي مروان شعيبي، التي تناقلتها وسائل إعلام إسبانية، مثالًا حيًّا على كيف يمكن للإصرار أن يُغيّر مصير إنسان.

 فالشاب، البالغ اليوم 28 عامًا، وصل إلى إسبانيا مختبئًا في أسفل شاحنة، قبل أن يشق طريقه بثبات ليصبح واحدًا من عناصر الشرطة المحلية في مدينة إشبيلية.

ينحدر مروان من مدينة القنيطرة القريبة من الرباط، ونشأ في أسرة بسيطة؛ فوالده يشتغل حلوانيًا ووالدته ربة بيت.

حلم الهجرة

ومنذ صغره، كان يحلم بمستقبل يتجاوز حدود المغرب، ويقول متذكرًا: “كنت أرغب في الخروج، في الوصول إلى إسبانيا بحثًا عن مستقبل أفضل”.

مثل كثير من الأطفال والشبان آنذاك، كان حلم الهجرة حاضراً بقوة، وكثيرون حاولوا التسلل نحو أوروبا مختبئين تحت حافلات متجهة إلى ميناء طنجة، غير أن قليلين فقط نجحوا في الوصول.

مروان تمكن من الاختباء تحت شاحنة كانت تستعد لعبور مضيق جبل طارق. ومن دون أن يدرك، كان يشرع في أخطر رحلة في حياته.

انتهت الرحلة في ميناء الجزيرة الخضراء، حيث أوقفته الشرطة فور اكتشافه، ليبدأ مسارًا جديدًا كقاصر أجنبي غير مرافق.

 أُرسل أولًا إلى مركز لإيواء القاصرين في قادس، لكن نقص الأماكن دفع إلى نقله نحو إشبيلية، المدينة التي ستصبح لاحقًا موطنه الجديد.

هناك واصل دراسته، ومع بلوغه 18 عامًا، وبفضل سلوكه الحسن، حصل على سكن مُوجَّه للشباب تشرف عليه حكومة الأندلس.

دفء الأسرة والامتحان المصيري

ومع اقتراب نهاية دراسته الإعدادية، طُلب منه البحث عن بديل جديد، لينتقل بعدها للعيش مع الآباء الساليزيان.

وهناك، لأول مرة، شعر بما يشبه الدفء العائلي: “تجد أشخاصًا يحتضنونك ويمنحونك الاهتمام، أشخاصًا يريدون لك الخير… وهي أمور لم يعطني إياها أحد من قبل”، يقول مروان.

ثمار جهده لم تتأخر. ففي عمر 25 عامًا، اجتاز بنجاح مباراة الولوج إلى الشرطة المحلية. ويستعيد لحظة تلقيه الخبر قائلاً: “عندما اتصلوا بي ليخبروني بأنني نجحت، عاد إلى ذهني مباشرة منظر الشاحنة”.

الشاب الذي عبر المضيق مختبئًا تحت شاحنة، أصبح اليوم رجل شرطة يعمل بحماس ويخدم المجتمع الذي احتضنه.

ويؤكد ماروان أنه يعيش حلمه: “في كل مرة أتوجه فيها إلى العمل، أشعر بالمتعة”.