مع انطلاق موسم العطلة الصيفية، تتجدد هموم وتطلعات الجالية المغربية المقيمة بالخارج، بين غلاء أسعار النقل البحري، وصعوبات الإجراءات الجمركية، وحاجتهم لبدائل آمنة لنقل الأموال.
وفي مقابل هذه التحديات، تبرز قصص ملهمة لمغاربة استطاعوا أن يشقوا طريق النجاح في بلدان المهجر رغم كل العقبات. في هذه النشرة، نسلط الضوء على أبرز قضاياهم، من قاعات البرلمان إلى شوارع مدريد والجزيرة الخضراء.
📈 ارتفاع تذاكر النقل البحري
أثار ارتفاع أسعار تذاكر النقل البحري موجة استياء في صفوف مغاربة العالم، تزامناً مع انطلاق موسم العطلة الصيفية. وفي هذا السياق، وجهت البرلمانية قلوب فيطح سؤالاً كتابياً إلى وزير النقل واللوجستيك، مطالبة باتخاذ إجراءات عاجلة لمراجعة الأسعار. وأكدت أن غلاء التذاكر وضعف الخدمات وبنيات الاستقبال تشكل عوائق أمام أفراد الجالية المغربية في العودة إلى وطنهم.
🌟 كفيف مغربي يثبت ذاته في الجزيرة الخضراء
زكرياء بنجما، شاب مغربي كفيف وُلد ونشأ في مدينة المضيق وسط ظروف عائلية صعبة، لم يتخيل يومًا أن يجد نفسه في إسبانيا. وهو في التاسعة عشرة من عمره، وصل إلى مدينة الجزيرة الخضراء وحيدًا، لا يتقن اللغة ولا يملك أقارب هناك سوى عمته، التي كانت أول بصيص أمل في بداية رحلته الشاقة.
احتضنته مؤسسة "كروز بلانكا" ضمن برنامج رعاية المشردين، حيث لم توفر له فقط المأوى، بل قدّمت له دعمًا نفسيًا ومهنيًا ساعده على الوقوف من جديد. ورغم معاناته في التأقلم مع اللغة والثقافة الجديدة، نجح زكرياء في الحصول على مستوى B1 في اللغة الإنجليزية، ويعمل الآن لدى منظمة المكفوفين الإسبانية ONCE، كما يتابع دراسته في القانون.
🚗 تيسير التعشير
تزامنًا مع انطلاق عملية "مرحبا 2025"، أعادت الجالية المغربية بالخارج طرح مطالب قديمة تتعلق بتيسير إجراءات تعشير السيارات، خاصة في ظل إعلان إدارة الجمارك عن تدابير جديدة، أبرزها تخفيض جمركي بنسبة 90% لفائدة من تجاوزوا سن الستين وأقاموا عشر سنوات على الأقل خارج المغرب. كما تم توسيع قائمة الوثائق المقبولة لإثبات الإقامة بالخارج، وإلغاء شرط تقديم وثائق الدخل للمهاجرين العائدين نهائيًا.
رغم هذه التسهيلات، عبّر عدد كبير من أفراد الجالية عن رفضهم لما يعتبرونه "تمييزًا عمريًا"، مطالبين بمنح الحق في تعشير سيارة واحدة مدى الحياة لكل مهاجر مغربي، دون شرط السن، مع الإبقاء فقط على شرط الإقامة لعشر سنوات، وتبسيط مساطر الجمركة. ويرى هؤلاء أن هذه الخطوة ستكون بمثابة اعتراف رمزي بدورهم في دعم الاقتصاد الوطني، لا امتيازًا، بل تكريمًا مستحقًا لسنوات من الغربة والتحويلات المالية.
💸 ويسترن يونيون.. ملاذ آمن
مع اقتراب كل صيف، يقرر مئات الآلاف من مغاربة العالم العودة إلى وطنهم لقضاء عطلة مريحة بين الأهل، محملين بالشوق وما ادخروه من أموال طيلة العام. غير أن التنقل بمبالغ مالية كبيرة ينطوي على مخاطر متعددة مثل السرقة أو الضياع، وهو ما يدفع الكثيرين للبحث عن بدائل أكثر أمانًا.
في هذا السياق، تبرز "ويسترن يونيون" كحل موثوق وآمن لإرسال الأموال إلى المغرب قبل السفر، عبر خدماتها الرقمية المتاحة من خلال التطبيق أو الموقع الإلكتروني. وتتيح هذه الخدمة التحويل الفوري إلى أكثر من 200 دولة، مع خيارات متنوعة للاستلام تشمل السحب نقدًا، أو الإيداع في الحساب البنكي، أو في محفظة الهاتف. وتؤكد الشركة على التزامها بحماية بيانات المستخدمين عبر تقنيات تشفير صارمة وإجراءات لمكافحة الاحتيال، ما يجعلها خيارًا مريحًا وموثوقًا لتفادي أي متاعب مالية أثناء السفر.
🏙️ نجاح مغربي في مدريد
محمد المدني، الطفل المغربي الذي دخل إسبانيا في سن العاشرة دون تعليم، أصبح من أبرز رجال الأعمال في قطاع العقار بمدريد، حيث يقود شركة Urbanflip التي تحقق أكثر من 50 مليون يورو سنويًا. بدأ مشواره بجمع الخردة مع أسرته لتأمين لقمة العيش، قبل أن يلفت انتباه النظام التعليمي الإسباني، ويحصل على منح دراسية أوصلته إلى التخرج بتفوق في مجال الهندسة الفضائية، لينتقل لاحقًا من القطاع البنكي إلى العقار، ويؤسس نموذجًا استثماريًا مبتكرًا يعتمد على التمويل الجماعي بمساهمات تبدأ من 5,000 يورو، ويحقق عوائد تصل إلى 30% سنويًا.
سرّ نجاح المدني، كما أوردت صحيفة "إيبيرو إيكونوميكا"، يكمن في اعتماده على الذكاء الاصطناعي لتحليل السوق العقاري بدقة فائقة. رغم نجاحه الكبير، يعترف المدني بأن المال فقط غيّر نظرة المجتمع الإسباني إليه، إذ يقول: "كنت مجرّد 'مورو'، أما الآن فأُعامل كـ'مستثمر عربي'". ومع ذلك، يظل ممتنًا للفرص التي منحته إياها إسبانيا، مؤمنًا بأن قصة مهاجر ناجح قادرة على تغيير نظرة مجتمع بأكمله.
