أعلنت شركة Japan Tobacco International (JTI)، وهي واحدة من أكبر شركات التبغ في العالم، عن إطلاق مشروعها الصناعي الأول بالم في غربمدينة تطوان، باستثمار ضخم تبلغ قيمته 931 مليون درهم.
ويهدف هذا المشروع إلى إنشاء مصنع جديد لإنتاج السجائر بطاقة إنتاجية سنوية أولية تبلغ 4 مليارات وحدة، مع قابلية مضاعفتها لتصل إلى 10 مليارات وحدة مستقبلاً.
رهان على المغرب كمركز صناعي
لطالما اعتمدت JTI على تزويد السوق المغربية بمنتجاتها انطلاقًا من مصنعها في توربالي قرب إزمير بتركيا،. لكن قرارها الأخير بالاستقرار في المغرب يعكس رؤية استراتيجية بعيدة المدى، تهدف إلى تحويل المملكة من مجرد سوق استهلاكية إلى مركز إنتاجي ولوجستي محوري يخدم السوق المحلية والأسواق الإفريقية على حد سواء.
وسيتم تدشين المصنع الجديد في أفق نهاية سنة 2025، في منطقة “تطوان بارك” الصناعية، التي تُعد من أبرز المناطق الصناعية الصاعدة شمال المغرب.
ويستفيد المشروع من قربه من ميناء طنجة المتوسط، أحد أكبر الموانئ في إفريقيا، ما يوفر له مزايا تنافسية كبيرة من حيث تقليص كلفة ومدة النقل والتوزيع.
تعزيز السيادة الصناعية للمغرب
يأتي هذا الاستثمار في سياق التوجه الوطني نحو تعزيز السيادة الصناعية للمملكة، وتقليص الاعتماد على الاستيراد، وتشجيع الإنتاج المحلي، فبعد أن كانت السجائر الموجهة للسوق المغربية تُستورد من الخارج، ستسمح هذه الوحدة الصناعية الجديدة بتغطية الطلب الداخلي من الإنتاج المحلي، مع خطط لتصدير جزء من الإنتاج نحو أسواق غرب إفريقيا مستقبلاً.
كما ينسجم هذا المشروع مع الرؤية الصناعية الوطنية التي تركز على تطوير سلاسل الإنتاج المحلية وخلق القيمة المضافة داخل التراب الوطني.
خلق فرص شغل وإدماج المرأة
من المنتظر أن يساهم هذا المشروع في تحفيز سوق الشغل محليًا، إذ سيوفر 170 منصبًا مباشرًا و250 منصبًا غير مباشر في مجالات متعددة تشمل الإنتاج، اللوجستيك، الجودة، الصيانة، الإدارة، والتسيير.
كما التزمت الشركة بأن تخصص 30% من فرص العمل للنساء، خاصة في المناصب الإدارية والتسييرية، في خطوة تعكس انفتاحها على قيم المساواة وتكافؤ الفرص، وتنسجم مع التوجه المغربي نحو تمكين المرأة اقتصاديًا وتعزيز حضورها في القطاعات الصناعية.
مصنع حديث ومستدام بيئيًا
لا يقتصر المشروع على الجانب الصناعي فقط، بل يندرج أيضًا في إطار رؤية استدامة بيئية واضحة. فقد صممت JTI مصنعها الجديد ليكون نموذجًا في الكفاءة الطاقية واحترام المعايير البيئية، حيث سيتم تجهيز البناية بنظام إضاءة LED بالكامل، إضافة إلى تقنيات متطورة لترشيد استهلاك الكهرباء، ونظام لجمع مياه الأمطار وإعادة استخدامها في الأغراض غير الصالحة للشرب.
وتندرج هذه التدابير ضمن جهود المغرب لتحقيق الانتقال الطاقي وتعزيز دوره كفاعل مسؤول في مكافحة التغير المناخي، بما يتماشى مع التزاماته الدولية.