في وثيقة استشرافية رصدت نبض الشارع المغربي، أصدرت منظمة Les Citoyens" " تقريراً حديثاً يوجز أولويات المواطن المغربي في أفق سنة 2026.
التقرير، الذي جاء نتاجاً لاستطلاع رأي موسع شمل 2399 مستجوباً حاول طرح رؤية متكاملة لمغرب الغد، مرتكزاً على أربعة أعمدة رئيسية تشكل جوهر العقد الاجتماعي المنشود: التعليم، التشغيل، الصحة، والمشاركة السياسية.
وفيما يلي تفاصيل هذه الرؤية، وأهم أولويات يطلبها المغاربة كما رصدتها آراء المشاركين:
1. إصلاح جذري للمدرسة العمومية
يضع التقرير قطاع التعليم على رأس الأولويات، واصفاً إياه بالأساس لأي تحول مجتمعي واقتصادي.
ويرصد المشاركون في الاستطلاع حالة من الاستياء المتزايد بسبب "هشاشة البنيات التحتية" واتساع الهوة والفوارق التعليمية بين المجالين الحضري والقروي.
وفي هذا الصدد، يطالب الشباب، خصوصا، بمدرسة حديثة تقطع مع أساليب التلقين التقليدية، وتتحول إلى فضاء "يحفز الإبداع" ويضمن "قابلية التشغيل" للخريجين.
2. الكرامة عبر العمل
أظهرت نتائج الاستطلاع أن "البطالة وعدم الاستقرار المهني" يشكلان مصدر القلق الأول للمستجوبين حالياً.
وتؤكد الوثيقة أن العمل ليس مجرد وسيلة للكسب، بل يُعتبر "شرطاً للكرامة والاستقلالية".
وتتلخص مطالب هذه الفئة في توفير وظائف قارة ومستقرة، بالإضافة إلى تفعيل آليات تمويل حقيقية وملموسة لدعم مشاريع الشباب الخاصة وتشجيع ريادة الأعمال.
3. الصحة للجميع
دق المشاركون ناقوس الخطر بخصوص القطاع الصحي، مشيرين إلى ضعف النظام الحالي والفوارق المجالية الصارخة في الخدمات العلاجية.
كما طالب المستجوبون بنظام صحي مجاني، ذي جودة، وقريب من المواطنين.
ومن اللافت في التقرير تركيزه على "الصحة النفسية" كأولوية ملحة، حيث يطالب الشباب بخدمات استباقية لمواجهة العزلة والتوتر، معتبرين الصحة حقاً أساسياً وركيزة للرفاه الجماعي.
4. ديمقراطية تشاركية: إنهاء حالة "الإقصاء"
في الشق السياسي والمؤسساتي، نقلت إجابات المستجوَبين شعوراً عاماً بـ"الإحباط" نتيجة الإقصاء من دوائر اتخاذ القرار.
ولمعالجة هذا الوضع، يقترحون مأسسة المشاركة المواطنة عبر آليات عملية، أبرزها:
-إنشاء "مجالس شبابية" فعالة.
-اعتماد "ميزانيات تشاركية" تتيح للمواطن رأياً في صرف المال العام.
-خلق "منصات رقمية للتشاور" لتعزيز الديمقراطية الحية والشاملة.
