تعبئة وطنية لمواجهة البرد القارس… دعم اجتماعي وصحي يصل إلى القرى المعزولة

 تعبئة وطنية لمواجهة البرد القارس… دعم اجتماعي وصحي يصل إلى القرى المعزولة
آخر ساعة
الخميس 25 ديسمبر 2025 - 21:11

في ظل موجة البرد القارس التي تعرفها عدد من المناطق الجبلية والنائية بالمغرب، تكثفت خلال الأيام الأخيرة التدخلات الميدانية لمختلف المتدخلين، في إطار مقاربة تضامنية وإنسانية تروم التخفيف من معاناة الساكنة المتضررة وضمان الحد الأدنى من شروط العيش الكريم، تنفيذاً لتعليمات الملك محمد السادس.

إفران وبولمان في المقدمة

وتتصدر أقاليم إفران وبولمان واجهة هذه التدخلات، باعتبارها من أكثر المناطق تأثراً بانخفاض درجات الحرارة.

وفي هذا الصدد، استفادت أزيد من 1600 أسرة بهذين الإقليمين في يوم واحد، ضمن عملية “مواجهة البرد القارس” التي تشرف عليها مؤسسة محمد الخامس للتضامن.

وشملت هذه العملية، في يومها السابع، 1610 أسر، من بينها 1000 أسرة بإقليم إفران موزعة على 34 دواراً تابعة لجماعات تيزكيت وبنصميم وتيكريكا، حيث جرى إحداث نقطتين ميدانيتين للتدخل بتيزكيت وإركلاون، مع حضور فعلي ومباشر لفرق المؤسسة.

وعلى مستوى جهة فاس–مكناس، شملت العملية ستة أقاليم هي صفرو والحاجب وتاونات وبولمان وتازة وإفران، ليستفيد منها ما مجموعه 12 ألفاً و173 أسرة تنحدر من 336 دواراً تابعة لـ36 جماعة ترابية.

 كما استفادت، خلال يومي 23 و24 دجنبر، حوالي 2600 أسرة إضافية بإقليم إفران، في مؤشر على وتيرة تدخل مرتفعة واستهداف دقيق للمناطق الأكثر هشاشة.

تدخلات عاجلة ومستشفى ميداني

ولا تقتصر التدخلات على التوزيع الاجتماعي، إذ شهدت بعض المناطق عمليات إنسانية استعجالية، كما هو الحال بإقليم أزيلال، حيث جرى إجلاء مريض من دوار تماقيت بعد تعبئة جرافات وفتح الطرق المغلقة بسبب الثلوج، ما يعكس جاهزية السلطات المحلية للتعامل مع الحالات الطارئة رغم صعوبة الظروف.

وفي السياق ذاته، أقامت القوات المسلحة الملكية مستشفىً عسكرياً ميدانياً بجماعة ويركان بإقليم الحوز، مزوداً بتجهيزات متكاملة وأطقم طبية متعددة التخصصات، لضمان التكفل الصحي بالسكان المتضررين من التقلبات الجوية.

 ويقدم هذا المستشفى خدمات طبية وجراحية شاملة، مع إمكانية الإجلاء الجوي والتطبيب عن بُعد في الحالات الحرجة.

وعلى الصعيد الوطني، بلغ عدد الأسر المستفيدة من تدخلات “مواجهة البرد القارس”، خلال الفترة الممتدة من 18 إلى 23 دجنبر، أزيد من 74 ألفاً و900 أسرة، تنتمي إلى 1751 دواراً موزعة على 25 إقليماً، ما يبرز حجم التعبئة الوطنية وروح التضامن التي تميز هذه العمليات، في مواجهة قسوة الطبيعة وحماية الفئات الأكثر هشاشة.

وقد عبّر عدد من المستفيدين عن امتنانهم الكبير لهذه المبادرات، معتبرين أنها لا تقتصر على الدعم المادي فقط، بل تحمل في طياتها رسالة تضامن واهتمام مباشر بسكان المناطق القروية.

كما أكدوا أن حسن التنظيم وحضور الفرق الميدانية أسهما في وصول المساعدات إلى مستحقيها في ظروف جيدة.