تحناوت تستضيف لقاءً تشاوريا موسعا حول الجيل الجديد من برامج التنمية الترابية المندمجة

 تحناوت تستضيف لقاءً تشاوريا موسعا حول الجيل الجديد من برامج التنمية الترابية المندمجة
آخر ساعة
الخميس 13 نوفمبر 2025 - 22:24

أبرز عامل إقليم الحوز، مصطفى المعزة، أن إعداد الجيل الجديد من برامج التنمية الترابية المندمجة يشكل محطة مفصلية في مسار التنمية المحلية، مبرزًا أنه يقوم على مقاربة جديدة قائمة على التكامل والالتقائية بين مختلف البرامج والمخططات القطاعية، وعلى التشاور الدائم والتعاون البناء بين جميع الشركاء.

جاء ذلك خلال لقاء تشاوري موسع انعقد، يوم الأربعاء، بمدينة تحناوت (إقليم الحوز)، خُصص لتدارس سبل إعداد هذا الجيل الجديد من البرامج التنموية، في سياق تنزيل التوجيهات الملكية السامية الواردة في خطاب العرش ليوم 29 يوليوز الماضي، والخطاب الملكي بمناسبة افتتاح السنة التشريعية الخامسة من الولاية الحالية.

وأكد المعزة أن البرنامج التنموي الترابي المندمج يمثل نقلة نوعية في مقاربة التنمية المحلية، من خلال اعتماد رؤية تشاركية ومندمجة تقوم على التخطيط التصاعدي المرن، الذي يجعل من المواطنين شركاء حقيقيين في صياغة مستقبل إقليمهم.

كما شدد على أن تحقيق التنمية المستدامة بالحوز يتطلب تشخيصًا موضوعيًا للواقع الترابي، مع استحضار التحديات التي عرفها الإقليم في السنوات الأخيرة، ولاسيما تداعيات الجفاف المتكرر الذي تسبب في إجهاد مائي مزمن، إضافة إلى الانعكاسات الاجتماعية والاقتصادية لزلزال 8 شتنبر 2023.

ودعا عامل الإقليم مختلف الفاعلين الترابيين، من سلطات محلية وجماعات ترابية ومصالح قطاعية، إلى جانب فعاليات المجتمع المدني والقطاع الخاص والجامعات ومراكز البحث، إلى الانخراط الفعلي والمسؤول في إعداد وتنفيذ هذا الورش الاستراتيجي، على أساس تشخيص علمي وتخطيط استراتيجي يأخذ بعين الاعتبار خصوصيات الإقليم الثقافية والمجالية والاجتماعية، ويستجيب لتطلعات الساكنة.

وأوضح المعزة أن المرحلة المقبلة تتطلب الانتقال من منطق إنجاز البنيات التحتية فقط إلى منطق التنمية الشاملة التي توازن بين المشاريع الكبرى والمبادرات ذات الأثر الاجتماعي والاقتصادي المباشر، من أجل تقليص الفوارق المجالية وتحقيق العدالة الاجتماعية والمجالية المنشودة.

وتضمن اللقاء عرضًا قدمه رئيس قسم التجهيزات بعمالة الإقليم، استعرض فيه مؤشرات التنمية في قطاعات التعليم والصحة والتشغيل والماء والطرق، إلى جانب حصيلة الاستثمارات العمومية خلال السنوات العشر الأخيرة، التي شملت مجالات الماء والبنيات التحتية والتأهيل والقطاعات الإنتاجية والخدمات الاجتماعية.

كما عرف اللقاء حضور رؤساء المصالح القطاعية ورجال السلطة ومنتخبين محليين وبرلمانيين، ومشاركة واسعة لممثلي المجتمع المدني والنسيج التعاوني، الذين قدموا مداخلات حول أبرز الإكراهات التي تواجه الإقليم في مجالات الصحة والتعليم والفلاحة والتعمير والسياحة والبنيات الطرقية والماء.

وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أوضح عبد اللطيف اجعيدي، رئيس الفضاء الإقليمي للجمعيات بالحوز، أن هذا اللقاء يشكل فرصة لتشخيص الوضع الراهن والإنصات لانتظارات الساكنة، خاصة في مجالات التعليم والبنية التحتية والمشاريع المدرة للدخل والصحة، معربًا عن أمله في أن تسفر أشغاله عن توصيات عملية تسهم في تنمية الإقليم وفق مقاربة تشاركية فعالة.

ومن المقرر أن تعقب هذا اللقاء سلسلة من الورشات الموضوعاتية والملتقيات التشاورية، ستشكل فضاءات للحوار وتبادل الأفكار حول مضامين البرنامج التنموي المندمج، مع التركيز على برنامج العقود-الأهداف لسنة 2026، الذي يهدف إلى إطلاق مجموعة من الإجراءات ذات الأثر الاجتماعي والترابي الملموس خلال النصف الأول من السنة المقبلة.