أعلنت السلطات الإيطالية عن اعتقال رجل يبلغ من العمر 56 عامًا في بلدة بورغو فيرجيليو قرب مانتوفا، بعد كشف واحدة من أغرب قضايا الاحتيال المسجلة خلال السنوات الأخيرة، إذ ظل المتهم لثلاث سنوات كاملة يتظاهر بأنه والدته المتوفاة بهدف مواصلة الاستفادة من معاشها التقاعدي.
وبحسب المعطيات الأولية، توفيت والدة المعني بالأمر، غراتسييلا دالّوليّو، سنة 2022 عن عمر ناهز 82 عامًا، غير أن ابنها اختار إخفاء الوفاة وعدم إشعار السلطات، حيث قام بإبقاء جثتها داخل المنزل، بينما بدأ في انتحال هويتها بشكل كامل، معتمدًا على باروكات وملابس نسائية وماكياج لإيهام المؤسسات الرسمية بأنه امرأة مسنة ما تزال على قيد الحياة.
ووفق التحقيق، نجح الرجل خلال هذه الفترة في تحصيل عشرات الآلاف من اليوروهات من معاش والدته، ولم يُكشف أمره إلا مؤخرًا عندما توجه إلى مصالح الإدارة لتجديد بطاقة هويتها.
وقد أثار دخوله الشبهات بسبب مؤشرات بدت غير متوافقة مع مظهر امرأة في الثمانين، من بينها الشعر الداكن على يديه وذقنه. وعلى إثر ذلك، راجعت السلطات كاميرات المراقبة لتكتشف أن “السيدة المسنّة” ليست سوى ابنها متنكرًا.
وأدى هذا الاكتشاف إلى فتح تحقيق موسع أسفر عن اعتقال المشتبه فيه، فيما تعمل الشرطة على تحديد المبالغ المالية التي حصل عليها بغير وجه حق طوال فترة الاحتيال.
القضية خلّفت صدى واسعًا في مختلف أنحاء إيطاليا، وأثارت نقاشًا حول طرق مراقبة المعاشات التقاعدية وآليات التحقق من وضعية المسنين، في ظل تنامي حالات الاحتيال المرتبطة بالهوية والمعاشات، كما سلطت الضوء على الثغرات التي تسمح بمرور مثل هذه الممارسات لسنوات دون اكتشافها.
وتؤكد السلطات أن المتهم سيُتابع بتهم متعددة، من بينها الاحتيال، وانتحال الهوية، وعدم التبليغ عن وفاة، وهي جرائم يعاقب عليها القانون الإيطالي بعقوبات قد تكون مشددة نظرًا لخطورة الوقائع.