احتضن مقر جماعة طنجة، يوم الأربعاء 23 أبريل 2025، لقاء مؤسساتيا مع وفد رسمي عن مدينة مونبلييه الفرنسية، شكل مناسبة لترسيخ مسار الشراكة، وتبادل الخبرات حول أنماط الحكامة المحلية المستدامة.
ووفق بلاغ صادر بالمناسبة، فقد عبّر الطرفان، خلال هذا اللقاء، عن اعتزازهما بمتانة العلاقات التاريخية التي تجمع المملكة المغربية بالجمهورية الفرنسية، مؤكدين أن هذه الروابط الثنائية، التي تطبعها الثقة والتعاون المتبادل، تمثل رافعة أساسية لتقوية أواصر التعاون بين الجماعات الترابية بالبلدين، وتوفير مناخ ملائم لنقل الخبرات وبناء مشاريع مشتركة ذات قيمة مضافة.
كما شكل اللقاء، وفق نفس المصدر، مناسبة للتأكيد على الأهمية المتزايدة التي تكتسيها الشراكة بين المدن المتوسطية، خاصة في ظل التحديات المشتركة المرتبطة بالتحول البيئي، والتماسك المجالي، والابتكار في الخدمات الحضرية، حيث تم التشديد، في هذا السياق، على الدور الحيوي الذي تضطلع به شبكات التعاون الإقليمي، من قبيل شبكة MedCities، في توسيع مجالات التقاطع بين الجماعات، وبناء رؤى مندمجة للتنمية.

وأضاف البلاغ أن برنامج اللقاء تضمن تقديم عروض تعريفية مؤسساتية من كلا الجانبين، همّت المؤهلات المجالية وأوراش الإصلاح الإداري والمجتمعي، فضلا عن عرض تقني قدمه قسم التعمير بجماعة طنجة حول الرؤية الحضرية ومشاريع التأهيل المجالي، بينما، في سياق التبادل الثقافي، تم إبراز أهمية الثقافة كرافعة للتحول الحضري، حيث تم التذكير بترشيح مدينة طنجة للانضمام إلى شبكة المدن الإبداعية لليونسكو في مجال الأدب، مع الإشادة بالدعم المعبر عنه من طرف مدينة مونبلييه لهذا الترشيح، وفتح آفاق للتعاون في مجالات الفنون، والإقامات الفنية، وتنظيم التظاهرات المشتركة.
إلى ذلك، يورد البلاغ، تم التطرق إلى استعدادات مدينة طنجة لاحتضان تظاهرات كبرى خلال السنوات المقبلة، من بينها كأس أمم إفريقيا، كأس العالم 2030، والمؤتمر العالمي للمدن والحكومات المحلية المتحدة، وهي محطات اعتُبرت بمثابة فرص استراتيجية لتعزيز جاذبية المدينة وتطوير شراكات نوعية ذات بُعد دولي.
وخلص البلاغ إلى أن اللقاء انتهى بالتأكيد على أهمية بلورة إطار تعاقدي يعكس التوافق الحاصل حول عدد من المشاريع ذات البعد المشترك، ويؤسس لتعاون مبتكر، منفتح ومستدام، قادر على مواكبة التحولات الترابية، وتعزيز انخراط الجماعتين في بناء فضاء متوسطي متكامل ومتوازن.
