بتمويل ضخم بلغ 4,2 ملايين دولار.. مغربية تطلق مشروعًا يُحدث ثورة في أدوات البحث الذكي

 بتمويل ضخم بلغ 4,2 ملايين دولار.. مغربية تطلق مشروعًا يُحدث ثورة في أدوات البحث الذكي
آخر ساعة
الأثنين 28 يوليو 2025 - 21:00

في غضون سنوات قليلة فقط من تأسيسها، تفرض شركة ZeroEntropy نفسها كواحدة من أكثر الشركات الناشئة الواعدة في موجة الذكاء الاصطناعي الجديدة الموجهة نحو البحث العلمي.

تقف خلف هذا المشروع الطموح رؤية واضحة: جعل البحث عن المعلومات فوريًا، بالغ الدقة، ومتوفّرًا لجميع المؤسسات، صغيرة كانت أو كبيرة، دون الحاجة إلى بنى تحتية معقدة.

وتقود هذه الشركة الناشئة رائدة أعمال مغربية، غيتة حوير العلمي، صاحبة مسار أكاديمي ودولي استثنائي، جمع بين مدرسة البوليتكنيك الفرنسية وجامعة بيركلي الأمريكية.

وقد نجحت غيثة في لفت أنظار وادي السيليكون، حيث انضمت شركتها إلى دفعة شتاء 2025 المرموقة لحاضنة Y Combinator، وتمكنت مؤخرًا من جمع تمويل بقيمة 4.2 ملايين دولار.

وتطمح ZeroEntropy إلى إعادة ابتكار طريقة وصول وكلاء الذكاء الاصطناعي إلى المعرفة، وجعل واجهتها البرمجية (API)  مرجعًا عالميًا في مجال "هندسة السياق " (context engineering) .

وفي حوار مع صحيفة "لوماتان"، تستعرض غيتة حوير العلمي نشأة الشركة، وتشارك تجربتها داخل المنظومة العالمية للابتكار، إلى جانب طموحاتها لجعل ZeroEntropy في طليعة أدوات الذكاء الاصطناعي المستقبلية.

تقول غيثة حوير العلمي، المؤسسة والرئيسة التنفيذية لشركة  ZeroEntropy، إن حلم إنشاء مشروع طموح ذي تأثير عالمي رافقها منذ سنوات دراستها في تخصص الرياضيات التطبيقية بكل من مدرسة البوليتكنيك الفرنسية وجامعة بيركلي الأمريكية.

وأوضحت أن الرياضيات كانت دائمًا بالنسبة لها وسيلة لحل مشاكل ملموسة، مضيفة: "في أغلب الشركات، يبقى البحث الداخلي بطيئًا ومكلفًا وغالبًا غير دقيق. ومع تطور نماذج اللغة الكبيرة (LLM) ووكلاء الذكاء الاصطناعي، بات هذا القصور عائقًا حقيقيًا." ومن هنا، قررت إنشاء واجهة برمجية (API) تتيح بحثًا فوريًا ودقيقًا، يمكن لأي منظمة استخدامها دون الحاجة إلى إعادة بناء بنيتها التحتية بالكامل.

وفي حديثها عن دخول شركتها الناشئة إلى برنامج Y Combinator  شتاء 2025، قالت غيثة: "نشأت في المغرب، ودرست في البوليتكنيك ثم بيركلي، وهو ما زرع فيّ ثقافة الطموح والعمل الجاد. كنت أستهدف وادي السيليكون لتعلم السرعة."

وأضافت أن Y Combinator منحها منهجية دقيقة وشبكة عالمية، تعلمت من خلالها أهمية الحديث اليومي مع المستخدمين، والتطوير المستمر، وتحقيق منتج عالي الجودة دون أنانية.

وعن جمعها لـ 4.2 ملايين دولار في جولة التمويل الأولي  (seed round)، أكدت أن هذا يعكس أهمية المشكلة التي تحاول ZeroEntropy  حلها، كما أنه يمنح فريقها الاستقرار اللازم للتخطيط طويل الأمد والتفوق على المنافسين.

وحول كيفية إقناع مستثمرين كبار مثل  Initialized Capital، قالت إنها اعتمدت على ثلاثة عوامل: أولاً فعالية المنتج، من خلال reranker  يتفوق على منتجات شركات كبرى مثل Cohere وSalesforce، ثم رؤية واضحة لجعل ZeroEntropy المرجع الأساسي لأي وكيل ذكاء اصطناعي، وأخيرًا فريق نخبة يضم باحثين سابقين من بوليتكنيك، MIT، CMU، وبيركلي.

وعن أولوياتها في استثمار التمويل، أوضحت غيثة أن التوظيف في مجالي البنية التحتية والذكاء الاصطناعي يمثل أولوية، إلى جانب تعزيز فريق العلاقات مع المطورين (DevRel) وتوسيع البحث والتطوير، مع تشكيل فريق تجاري تقني صغير لكنه فعّال.

وحين سُئلت عن تأثير التمويل الجديد على استراتيجيتها، أجابت: "التمويل لا يغير الرؤية، لكنه يسرّع وتيرتنا. نركز حاليًا على الجودة التقنية قبل التوسع، مع العلم أن أول عملائنا يوجدون في الولايات المتحدة وأوروبا."

كما تحدثت عن إطلاق شركتها لنموذج  Zerank-1، وهو reranker مستوحى من نظام ELO المعتمد في تصنيف لاعبي الشطرنج. وشرحت: "نحن نستخدم هذا النموذج لإعادة ترتيب نتائج البحث بدقة فائقة، حيث يقارن بين الوثائق ويعطي كلًا منها تقييمًا ديناميكيًا بحسب مدى صلتها بالسؤال المطروح، مما يجعل البحث أكثر فعالية وسرعة."

ورغم أن المشروع موجه عالميًا، أكدت غيثة وجود بصمة مغربية قوية في رؤيتها وثقافتها وفريقها، قائلة: "أنا مغربية، وأقود الاستراتيجية والإيقاع وثقافة العمل بنفسي. القيم التي أحملها، خاصة من والدي المقاول، هي العمل الجاد، والانضباط، والتواضع، والطموح الوطني."

وقدمت غيثة نصيحة للمقاولين والمقاولات المغاربة الطامحين إلى دخول عالم التكنولوجيا، بقولها: "اختاروا مشكلة عالمية، وابحثوا عن تغذية راجعة مبكرة من المستخدمين، وابنوا شبكة علاقات دولية مع الحفاظ على قاعدة محلية للمواهب. وقدموا أنفسكم بالأرقام والنتائج، واجعلوا موادكم التسويقية كلها باللغة الإنجليزية."

وعن طموحها في السنوات الثلاث إلى الخمس المقبلة، أوضحت: "نطمح لأن نصبح الطبقة الأساسية للبحث في أي منتج يعتمد على استرجاع المعرفة عبر الذكاء الاصطناعي، من الشات بوت إلى الوكلاء المستقلين."

وأضافت أن هدفها يتجاوز فكرة "محرك بحث"، بل هو تأسيس معيار عالمي لما تسميه "هندسة السياق  Context Engineering، أي القدرة على توفير السياق المناسب والدقيق، في الوقت الحقيقي، لوكلاء الذكاء الاصطناعي ليؤدوا مهامهم بكفاءة واستقلالية وشفافية.

وعن احتمالية تطوير منتجات موجهة للجمهور الواسع، قالت: "حالياً نركز على B2B حيث يوجد الألم والميزانية، لكن APIs الخاصة بنا تتيح لغيرنا بناء تطبيقات جماهيرية، ولا نستبعد إطلاق منتج خاص إذا ظهرت الفرصة المناسبة."

واختتمت غيثة حوير العلمي الحوار قائلة: "الفخر الحقيقي لن يكون بجمع التمويل، بل عندما نصبح معيارًا عالميًا في هندسة السياق. الرسائل التي وصلتني من مغاربة، ومن نساء خاصة، بعد الإعلان عن التمويل، كانت مصدر سعادة كبيرة. أثبتُّ أنه من الممكن لامرأة مغربية أن تنافس من قلب سان فرانسيسكو ضمن أقوى شركات الذكاء الاصطناعي في العالم. أما رؤية الفخر في أعين والديّ، فهي الوقود اليومي الذي يدفعني للأمام."