القصة الكاملة للفتى عبد الرحيم الذي خسر كل شيء في زلزال الحوز وفاز بتكريم في قلب البرنابيو

  القصة الكاملة للفتى عبد الرحيم الذي خسر كل شيء في زلزال الحوز وفاز بتكريم في قلب البرنابيو
آخر ساعة
الأحد 21 سبتمبر 2025 - 12:00

عبد الرحيم أوحيدا، الفتى القادم من أعالي جبال الأطلس، كان وجهًا للحزن في شتنبر 2023، حين دمّر الزلزال العنيف قرية الحوز ومسح معالمها من الوجود.

في تلك الليلة الكارثية فقد والديه وجدّيه واثنين من أشقائه، ووجد نفسه وحيدًا بين الركام، لا يملك سوى قميص ريال مدريد الذي مسح به دموعه في مقابلة تلفزيونية أبكت المغاربة والعالم.

يومها أعلن بصوت متهدّج أن حلم والده كان أن يكمل دراسته ويصبح طبيبًا أو أستاذًا.. كلماتٌ جعلت منه رمزًا للنجاة وأيقونة لأملٍ يتشبّث بالحياة وسط الخراب.

التفاعل الإنساني مع قصته كان عارمًا، وقد لعب ريال مدريد دورًا محوريًا فيه ولا شك.

النادي الملكي، عبر روابطه في الدار البيضاء وتطوان، نجح في الوصول إلى عائلة عبد الرحيم وقرّر أن يتبناه معنويًا، فكانت الهدايا الأولى قمصانًا موقعة من نجومه المفضلين مثل فينيسيوس ومبابي.

لكن اللحظة الأعظم جاءت هذا الأسبوع حين وجّه له النادي دعوة استثنائية: حضور مباراة دوري أبطال أوروبا ضد أولمبيك مارسيليا، والقيام بشرف تنفيذ ضربة البداية في قلب البرنابيو.

منذ دخوله المدرجات، عاش عبد الرحيم رحلة الأحلام: التقى نجومه الكبار، نال قمصانًا موقعة، التقط صورًا تذكارية، وتحقق حلمه الأكبر حين عانق مبابي وسط تصفيق المشجعين.

وواصل عبد الرحيم جولته في مدريد بزيارة "تور البرنابيو" حيث شاهد تاريخ النادي وألقابه الأوروبية الخمسة عشر، قبل أن ينتقل إلى مدينة ريال مدريد في فالديبيباس، حيث استقبل أيضًا فريق كرة السلة.

 بالنسبة للفتى المغربي عبد الرحيم، لم تكن تلك مجرد رحلة؛ كانت ولادة جديدة بعد أن خطف الزلزال طفولته.

ولم يكن عبد الرحيم لم يكن وحده عنوان الإنسانية في تلك الليلة، فقد حضر أيضًا جوردي ساباتيه بونس، الناشط الإسباني المعروف في مواجهة مرض التصلب الجانبي الضموري (ELA) والذي يلازم الكرسي المتحرك بسبب مرضه، دون أن يتوقف عن النضال لإسماع صوته، حيث قد أطلق نداءً قبل أيام عبر مواقع التواصل، طالب فيه بحلم بسيط: أن يحضر مباراة لريال مدريد في البرنابيو.

النادي الملكي، عبر مؤسسته، لبّى النداء وفتح له الأبواب.. جلس ساباتيه في مدرجات الأحلام، استقبل اللاعبين عند دخولهم الملعب، وغمرته السعادة حتى كتب ممتنًا: "أشكر ريال مدريد لأنه منحني كل التسهيلات لتحقيق أمنيتي."

هكذا، جمعت ليلة مدريد بين طفل مغربي فقد أسرته في زلزال وأصبح رمزًا للصلابة، ورجل إسباني يقاوم مرضًا لا يرحم لكنه لا يفقد عزيمته، الاثنان معاً وجدا في كرة القدم نافذة للحياة، وسندًا يخفف عنهما ثقل الألم.